للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه علة ثالثة، وهي: تدليس قتادة؛ فإن قتادة من المشهورين بالتدليس كما مضى، وقد رواه بالعنعنة هنا فلا تقبل ما لم يصرّح بالتحديث كما هو معروف، وهذه العلة الثالثة في الحديث لم أر من نبه عليها، ومن تعرّض لبيان علل هذا الحديث كالذهبي، والمناوي، فإنه اقتصر على العلتين الأوليين.

هذا ولجملة الصيام في الحديث شاهد من حديث ابن عباس الذي رواه البيهقي في "شعب الإيمان" ١ من طريق عدي بن ثابت.

وقد قال ابن حجر عن حديث أبي هريرة الذي معنا، وحديث ابن عباس المشار إليه، وقد أوردهما في شرحه "فتح الباري"٢: "لكن إسناده –يعني حديث أبي هريرة- ضعيف، وكذا الإسناد إلى عدي بن ثابت والله أعلم" ا?.

ونص حديث ابن عباس كما في "الترغيب والترهيب"٣ للمنذري: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من هذه الأيام؛ يعني من العشر، فأكثروا فيهن التهليل، والتكبير، وذكر الله، وإن صيام يوم منها


١ انظر الترغيب والترهيب للمنذري ٢/٣٢٣ والدر المنثور في التفسير بالمأثور ٦/٣٤٦.
٢ ٢/٤٦١.
٣ ٢/٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>