للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شطره الأول، ثم قال: وسنده ضعيف، وله شاهد عن ابن مسعود في "الطبراني"، لكن لم يذكر النعاس، وهو موقوف، وسنده ضعيف أيضاً١


١ هذا الشاهد الذي أشار إليه ابن حجر قد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٢/٨٦ فقال: وعن عبد الله بن مسعود قال: "التثاؤب، والعطاس في الصلاة من الشيطان" قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون".
ولا منافاة بين قول ابن حجر "سنده ضعيف"، وقول الهيثمي "رجاله موثقون"؛ لأنه قد يكون رجاله موثقين على رأي من وثقهم، وسنده ضعيفاً؛ لانقطاع أو تدليس أو نحو ذلك، وقلت على رأي من وثقهم؛ لأن قوله "رجاله موثقون" مشعر بأن رجاله مختلف فيهم بين علماء الجرح والتعديل، بأن يكون البعض وثقهم، والبعض الآخر تكلم فيهم، وهذا قد يفيد بأن يكون من ضعّف هذا الأثر رجّح جانب تضعيف رجاله، وفي رأيي أن هذا الشاهد لا يقوى على إنقاذ حديث تالف متهالك، كحديث جد عدي مشتمل على عدة آفات.
وقد قال الهيثمي عقب ذلك: "ويأتي عن ابن مسعود أثر في النعاس في الصلاة في سورة آل عمران عن شاء الله تعالى" وقد وفى بوعده فقال ٦/٣٢٨
"وعن عبد الله –يعني ابن مسعود- قال: "النعاس أمنة عند القتال من الله عزّ وجلّ، والنعاس في الصلاة من الشيطان" رواه الطبراني، وفيه قيس بن الربيع وثّقه شعبة وغيره، وضعّفه جماعة.
وعزاه ابن حجر في "المطالب العالية" ٣/٣١٥ لمسدد.
وقد روى هذا الأثر ابن أبي شيبة في "مصنفه" ٥/٣١١ عن أبي بكر بن عياش عن عامر –هو الشعبي- عن زر قال: عبد الله: "النعاس عند القتل أمنة من الله، وعند الصلاة من الشيطان، وتلا هذه الآية: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" بأسانيد متعددة منها ما رواه ٤/١٤١ عن ابن بشار فقال: حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان عن عاصم عن أبي رزين، قال: قال عبد الله: "النعاس في القتال أمنة، والنعاس في الصلاة من الشيطان".
وأثر ابن جرير هذا أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" عن أبي سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو نعيم، ووكيع عن سفيان به. انظر: تفسير ابن كثير ١/٤٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>