للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٢ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:تَنَامُ عَيْنِي وَلَا يَنَامُ قَلْبِي (١).


(١) رجال الإسناد:
يعقوب بن إبراهيم الدورقي: وهو ابن كثير بن زيد بن أفلح العبدى القيسي مولاهم، ثقة وكان من الحفاظ، روى عن ابن علية وابن مهدي وابن معين وابن عيينة ويحيى القطان، وروى عنه المصنف والجماعة (البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه). [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٣٢/ ٣١١)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١١/ ٣٨١)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٦٠٧ رقم ٧٨١٢)].
يحيى بن سعيد: وهو ابن فروخ القطان، وقد تقدم.
ابن عجلان: وهو محمد بن عجلان القرشي المدني، مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، قال ابن حجر: صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبى هريرة، والصواب أنه ثقة عموما، وبالنسبة لأحاديث أبي هريرة ففيها تفصيل يأتي إن شاء الله؛ فقد وثقه ابن عيينة [ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ط ١، (٨/ ٤٩، ٥٠)، وأحمد بن حنبل [العلل، ط ١، (٢/ ١٩) (١٤٠٧)] وأبو حاتم [ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ط ١، (٨/ ٥٠)] وابن القطان [مغلطاي، إكمال تهذيب الكمال، ط ١، (١٠/ ٢٧٤)] وابن معين [ابن معين، التاريخ، ط ١، (٣/ ١٩٥) (٨٩٤)، ابن محرز، السؤالات (١/ ١٠٥) (٤٧٩)] وأبو زرعة [ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ط ١، (٨/ ٥٠)] واحتج به مسلم في الصحيح [(كتاب الإيمان-باب من لقي الله بالإيمان وهو غير شاك فيه دخل الجنة وحرم على النار-١/ ٥٧ - ح ٢٩)] لا كما قال الحاكم بأنه روى عنه في المتابعات فقط! [الذهبي، ميزان الاعتدال، ط ١، (٣/ ٦٤٤)]، واستشهد به البخاري [على سبيل المثال: الصحيح، كتاب الدعوات-باب التعوذ والقراءة عند المنام-٨/ ٧٠ - ح ٦٣٢٠]، وأثنى عليه ابن المبارك [ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ط ١، (٨/ ٤٩، ٥٠)] ومالك بن أنس [البخاري، التاريخ الكبير، ط ١، (١/ ١٩٦)]، وأما اختلاط أحاديث أبي هريرة عليه فهي التي من رواية سعيد المقبري، وليس في عموم حديثه عن أبي هريرة، كما يظهر في كلام يحيى القطان [البخاري، التاريخ الكبير، ط ١، (١/ ١٩٦)] وابن المديني [ابن محرز، السؤالات، ط ١، (٢/ ٢٠٦، ٢٠٧) رقم (٦٨٨، ٦٨٩)] وابن معين [الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ط ١، (٣/ ٥٢٦)]، والنسائي [السنن الكبرى، ط ١، (٩/ ٤٠)] وعليه فيكون ابنُ عجلان ثقةً في غير حديث المقبري، وإن كان اضطرابه فيها ليس بالعلة القادحة عند البعض كابن حبان [الثقات، د. ط، (٧/ ٣٧٨)]، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وأبيه عجلان المدني، وعبد الله بن دينار، وروى عنه الثوري وابن عيينة وشعبة ومالك بن أنس والليث بن سعد ويحيى القطان [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٦/ ١٠١)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٩/ ٣٤١)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٤٩٦ رقم ٦١٣٦)].
عجلان: وهو المدني، مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، قال الحافظ ابن حجر: لا بأس به، وهو قول النسائي [انظر: المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٩/ ٥١٦)] روى عن زيد بن ثابت وأبي هريرة، وروى عنه ابنه محمد بن عجلان، وبكير بن عبد الله الأشج. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٩/ ٥١٦)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٧/ ١٦٢)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٣٨٧ رقم ٤٥٣٤)].
أبو هريرة: تقدم ذكره رضي الله عنه.
وهذا إسناد رجاله ثقات

التخريج:
أخرجه أحمد في المسند (١٢/ ٣٨٠) (ح ٧٤١٧)، (١٥/ ٤١١) (ح ٩٦٥٧) ومسدد في المسند [انظر: البوصيري، إتحاف الخيرة، ط ١، (٦٣٧٤/ ١)] والبزار في المسند (١٥/ ٩٦) (ح ٨٣٧٣) وابن خزيمة في الصحيح (كتاب الوضوء-باب ذكر ما كان الله عز وجل فرق به بين نبيه صلى الله عليه وسلم، وبين أمته في النوم-١/ ٢٩ - ح ٤٨) وابن حبان (التقاسيم والأنواع-ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا نام لم ينم قلبه-٤/ ٤٩ - ح ٣٠٢٨، وهي في ترتيب بلبان ١٤/ ٢٩٧ - ح ٦٣٨٦) كلهم من طريق يحيى بن سعيد به.
وذكره الهيثمي [موارد الظمآن، ط ١، (٧/ ٢٦، ٢٧) (٢١٢٤)]، ولم يذكره في زوائد أحمد في المجمع!، قال الشيخ أحمد شاكر: «إسناده صحيح، ولا أدري أنسيه الحافظ الهيثمي فلم يذكره في مجمع الزوائد، أم خفي علي موضعه، وقد أستطيع أن أجزم بعد التتبع والاستقصاء مني ومن الأخ الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي -ولعله تعب في البحث عنه كما تعبت أو أكثر مما تعبت- أنه لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة من حديث أبي هريرة». [أحمد بن حنبل، المسند، ط ١، حاشية (١٣/ ١٥٠)]
والحديث فيه محمد بن عجلان، وسبق الكلام عليه، وانتهينا إلى أنه ثقة في روايته عن أبيه عن أبي هريرة.
وللحديث شواهد، منها:
الأول: عن عائشة أم المؤمنين؛ أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب المناقب-باب كان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه-٤/ ١٩١ - ح ٣٥٦٩) ومسلم في الصحيح (كتاب صلاة المسافرين وقصرها-باب صلاة الليل-١/ ٥٠٩ - ح ٧٣٨)، في وصف قيام النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه في رواية البخاري بمثل حديثنا، وفي رواية مسلم: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي».
الثاني: عن أنس؛ أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب المناقب-باب كان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه-٤/ ١٩١ - ح ٣٥٧٠)، (كتاب التوحيد-باب قوله: وكلم الله موسى تكليما-٩/ ١٤٩ - ح ٧٥١٧) في قصة الإسراء، وفيه: «فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ».
الثالث: عن ابن عباس؛ أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الوضوء-باب التخفيف في الوضوء-١/ ٣٩ - ح ١٣٨)، (كتاب الأذان-باب وضوء الصبيان-١/ ١٧١ - ح ٨٥٩) في قصة ابن عباس في الحديثين السابقين (١٠، ١١).
وهذا الحديث هو الحديث الأول من الأحاديث الزوائد على الكتب الستة.
طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط ١، (١٥/ ٣٥١) برقم (١٩٤٥٤)].

الفوائد الفقهية للباب:
صدر المؤلف -رحمه الله تعالى- باب الوضوء من النوم بحديث «إذا قام أحدكم من نومه»، وفيه: «فإنه لا يدري أين باتت يده»، ولعله -رحمه الله- قد صدر به لبيان ماهية النوم الذي يوجب الوضوء، ثم أورد الحديث التالي، وفيه: «فنام حتى نفخ»، وحتى يرد على احتمالية أنه -صلى الله عليه وسلم- نام وهو جالس، أورد بعده حديثا، وفيه: «ثم اضطجع فنام حتى نفخ»، ثم ختم ببيان أن الحدث متعلق بنوم القلب، لا نوم العين، وذلك بحديث: «تنام عيني ولا ينام قلبي»، وإن كان هذا من خصائصه -صلى الله عليه وسلم-، ومما يستفاد من هذا الحديث:
وجوب الوضوء من النوم.
النوم مظنة الحدث.
النوم مع الإدراك لا يوجب الوضوء.
استحباب غسل النجاسة ثلاثًا، إلا ما ورد فيه التسبيع كنجاسة الكلب.
استحباب الأخذ بالاحتياط في العبادات وغيرها ما لم يخرج عن حد الاحتياط إلى حدِّ الوسوسة.
[ابن العربي، عارضة الأحوذي، ط ١، (١/ ٤١، ٤٢)، النووي، المنهاج، ط ١، (٣/ ١٧٩: ١٨١)، (٦/ ٢١)، ابن دقيق العيد، الإلمام، ط ١، (٤/ ٧٤: ١١٨)، ابن سيد الناس، النفح الشذي، ط ١، (١/ ٢٧٧، ٢٧٨)، (٢/ ٢٢٨)، ابن حجر، فتح الباري، ط ١، (١/ ٢٦٤)]

<<  <   >  >>