(٢) رجال الإسناد: ابن المقرئ: هو محمد بن عبد الله بن يزيد، شيخ المصنف، وقد تقدم. سفيان: وهو ابن عيينة، وقد تقدم. عبد الله بن أبي بكر: وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني القاضي، ثقة، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وأبيه أبي بكر، وخالة أبيه عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية وعروة بن الزبير، وروى عنه الثوري وابن عيينة وابن علية ومالك بن أنس. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٤/ ٣٤٩)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٥/ ١٦٤)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٢٩٧ رقم ٣٢٣٩)]. أبو بكر: وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي ثم النَّجَّارِيّ المدني القاضي، اسمه كنيته، وقيل: كنيته أبو محمد، ثقة عابد، روى عن السائب بن يزيد وابن عمر وابن عباس وسلمان الأغر رضي الله عنهم، وروى عنه ابنه عبد الله، والأوزاعي والزهري. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٣٣/ ١٣٧)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١٢/ ٣٨)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٦٢٤ رقم ٧٩٨٨)]. عروة: وهو ابن الزبير بن العوام بن خويلد القرشي الأسدي المدني، ثقة، روى عن جابر بن عبد الله وابن عباس وابن عمر وبسرة رضي الله عنهم، ومروان بن الحكم، وروى عنه أبناؤه هشام وعبد الله وعثمان ومحمد، والزهري وعبد الله بن أبي بكر وعطاء بن أبي رباح. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٠/ ١١)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٧/ ١٨٠)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٣٨٩ رقم ٤٥٦١)]. مروان: وهو ابن الحكم بن أبى العاص بن أمية القرشي الأموي المدني، ليست له صحبة على الصحيح كما قال البخاري والترمذي [الترمذي، السنن، ط ١، (٥/ ٢٤٢)] وغيرهما، وروى له البخاري في الصحيح (كتاب أصحاب النبي-باب مناقب الزبير بن العوام-٥/ ٢١ - ح ٣٧١٨)، وقال عروة بن الزبير: «لَا إِخَالُهُ يُتَّهَمُ عَلَيْنَا» [أخرجه أحمد في المسند (١/ ٥٠٤) (ح ٤٥٥)، والنسائي في الكبرى (كتاب المناقب-الزبير بن العوام-٧/ ٣٣٣ - ح ٨١٥٢)]، وقال ابن حجر: «وقال عروة بن الزبير:"كان مروان لا يتهم في الحديث"، وقد روى عنه سهل بن سعد الساعدي الصحابي؛ اعتمادا على صدقه، وإنما نقموا عليه: أنه رمى طلحة يوم الجمل بسهم فقتله، ثم شهر السيف في طلب الخلافة حتى جرى ما جرى، فأما قتل طلحة: فكان متأولا فيه كما قرره الإسماعيلي وغيره، وأما ما بعد ذلك فإنما حمل عنه سهل بن سعد وعروة وعلي بن الحسين وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وهؤلاء أخرج البخاري أحاديثهم عنه في صحيحه لما كان أميرا عندهم بالمدينة قبل أن يبدو منه في الخلاف على ابن الزبير ما بدا، والله أعلم، وقد اعتمد مالكٌ على حديثه ورأيه، والباقون سوى مسلم» [ابن حجر، الفتح، ط ١، (١/ ٤٤٣)]. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٧/ ٣٨٧)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١٠/ ٩١)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٥٢٥ رقم ٦٥٦٧)]. بسرة: وهي ابنة صفوان بن نوفل القرشية الأسدية، صحابية جليلة من المُبَايِعَاتِ، عمها ورقة بن نوفل وأم المؤمنين خديجة عمة أبيها، وهي أخت عقبة بن أبى مُعَيْط لأمه، وهي خالة مروان بن الحكم وتزوج ابنتها عائشة بنت المغيرة بن أبي العاص، روى عنها عبد الله بن عمرو بن العاص وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنهما، وعروة بن الزبير وابن أختها وزوج ابنتها مروان بن الحكم. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٣٥/ ١٣٧)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١٢/ ٤٠٤)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٧٤٤ رقم ٨٥٤٤)]. وهذا إسناد رجاله ثقات، والله أعلم.
التخريج: أخرجه أحمد في المسند (٤٥/ ٢٦٥) (ح ٢٧٢٩٣)، وأبو داود في السنن (كتاب الطهارة-باب الوضوء من مس الذكر-١/ ٤٦ - ح ١٨١)، والنسائي في السنن (كتاب الطهارة-باب الوضوء من مس الذكر-١/ ١٠٠ - ح ١٦٣، ١٦٤) كلهم من طريق عبد الله بن أبي بكر به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البخاري: «أصح شيء عندي في مس الذكر حديث بسرة ابنة صفوان، والصحيح عن عروة، عن مروان، عن بسرة». [الترمذي، العلل الكبير، ط ١، ص ٤٨، رقم ٥٠] وأخرجه الترمذي في السنن (كتاب الطهارة-باب الوضوء من مس الذكر-١/ ١٢٦ - ح ٨٢) وابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة وسننها-باب الوضوء من مس الذكر-١/ ١٦١ - ح ٤٧٩) كلاهما من طريق هشام بن عروة عن أبيه به، وهو طريق الحديث التالي والذي يليه. وقال الدارقطني: صحيح. [الدارقطني، السنن، ط ١، (١/ ٢٦٥)]. وأخرجه أحمد في المسند (٤٥/ ٢٧٠) (ح ٢٧٢٩٤)، والنسائي في السنن (كتاب الغسل والتيمم-باب الوضوء من مس الذكر-١/ ٢١٦ - ح ٤٤٧) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة به، وقال النسائي: «هشام بن عروة لم يسمع من أبيه هذا الحديث»، وفي إسناد أحمد والنسائي يقول هشام بن عروة: حدثني أبي! وقال ابن خزيمة: «عروة قد سمع خبر بسرة منها، لا كما توهم بعض علمائنا أن الخبر واه لطعنه في مروان» [ابن خزيمة، الصحيح، ط ١، (١/ ٢٢)] وأخرجه النسائي في السنن (كتاب الغسل والتيمم-باب الوضوء من مس الذكر-١/ ٢١٦ - ح ٤٤٥) من طريق الزهري عن عروة عن بسرة به. وأخرجه أحمد في المسند (٤٥/ ٢٧٤) (ح ٢٧٢٩٦) والنسائي في السنن (كتاب الغسل والتيمم-باب الوضوء من مس الذكر-١/ ٢١٦ - ح ٤٤٦) من طريق الزهري عن عروة عن مروان عن بسرة به، وفيه ذكر سؤال عروة لبسرة رضي الله عنها عن ذلك. وأخرجه الترمذي في السنن (كتاب الطهارة-باب الوضوء من مس الذكر-١/ ١٢٩ - ح ٨٤) من طريق أبي الزناد عن عروة عن بسرة به. وقال الإمام أحمد: « ... هُوَ صحيحٌ؛ وَذَلِكَ أَنَّ مَرْوَانَ حَدَّثَهُمْ، ثُمَّ جَاءَهُمُ الرَّسُولُ عَنْهَا بذلك». [أحمد، المسائل رواية أبي داود، ط ١، (ص ٤٢٣) (١٩٦٦)] أما قول النسائي بنفي سماع هشام من أبيه، فقد ذكره بعد إيراده للحديث وفيه قول هشام: «أخبرني أبي»!، والقول بنفي السماع هو قول شعبة كذلك، وقد رد هذا القولَ ابنُ حجر: « ... وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ أَيْضًا مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ أَيْضًا [المعجم الكبير، ط ١، (٢٤/ ٢٠٢) (٥١٩) وانظر: أحمد بن حنبل، العلل، ط ١، (٢/ ٥٧٩) (٣٧٤٥)] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: «لَمْ يَسْمَعْ هِشَامٌ حَدِيثَ أَبِيهِ فِي مَسِّ الذَّكَرِ»، قَالَ يَحْيَى: فَسَأَلْت هِشَامًا، فَقَالَ: «أَخْبَرَنِي أَبِي» ... ، وَكَذَا هُوَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ [أحمد، المسند، ط ١، (٤٥/ ٢٧٠) (ح ٢٧٢٩٤)] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي. وَرَوَاهُ الْجُمْهُورُ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ عَنْهُ عَنْ أبيه بلا واسطة فَهَذَا إمَّا أَنْ يَكُونَ هِشَامٌ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ ثُمَّ سَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ فَكَانَ يُحَدِّثُ بِهِ تَارَةً هَكَذَا وَتَارَةً هَكَذَا أَوْ يَكُونُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ وَثَبَتَهُ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ تَارَةً يَذْكُرُ أَبَا بَكْرٍ وَتَارَةً لَا يَذْكُرُهُ وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْعِلَّةُ بِقَادِحَةٍ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ». [ابن حجر، التلخيص الحبير، ط ١، (١/ ٣٤٢)] وهذا الحديث سمعه عروة من مروان فصار يرويه عنه، ثم سأل بسرة بلا واسطة، كما في الحديث (١٨) عند المصنف، فصار يرويه عنها، وهو عند النسائي من رواية يحيى القطان عن هشام قال أخبرني أبي عن بسرة بنت صفوان ... فذكره. قال الدارقطني في العلل بعد ذكر الخلاف: «وزال الاختلاف والحمد لله، وصح الخبر وثبت أن عروة سمعه من بسرة شافهته به بعد أن أخبره مروان عنها». [الدارقطني، العلل، ط ١، (١٥/ ٣١٧)] وعليه فالحديث صحيح لا مطعن فيه، والله أعلم. قال ابن حجر: «وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَنُقِلَ عَنْ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ أَصَح شَيْءٍ فِي الْبَابِ، وَقَالَ أَبُو دَاوُد: وَقُلْتُ لِأَحْمَدَ: حَدِيثُ بُسْرَةَ لَيْسَ بِصَحِيح قَالَ: بَلْ هُوَ صَحِيحٌ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَحِيح ثَابِتٌ، وَصَحَّحَهُ أَيْضًا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِيمَا حَكَاهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ، وَأَبُو حَامِدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ وَالْبَيْهَقِيُّ وَالْحَازِمِيُّ» [ابن حجر، التلخيص الحبير، ط ١، (١/ ٣٤١)]. وقال الترمذي: «قال محمد: (أصح شيء في هذا الباب حديث بسرة)، وقال أبو زرعة: (حديث أم حبيبة في هذا الباب صحيح، وهو حديث العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة)، وقال محمد: (لم يسمع مكحول من عنبسة ابن أبي سفيان، وروى مكحول، عن رجل، عن عنبسة غير هذا الحديث)، وكأنه لم ير هذا الحديث صحيحا» [الترمذي، السنن، ط ١، (١/ ١٢٩، ١٣٠)]. وقال الدارمي: هذا أوثق في مس الفرج، وقال: الوضوء أثبت. [الدارمي، المسند، ط ١، (١/ ٥٦٤)]. طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط ١، (١٦/ ٨٨٢) برقم (٢١٣٦٢)].