للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الرَّجُلِ يَدْنُو مِنْ أَهْلِهِ فَيُمْذِي؟، فَقَالَ: إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ.

قَالَ: يَعْنِي: يَغْسِلُهُ وَيَتَوَضَّأُ (١).


(١) رجال الإسناد:
محمد بن يحيى: وهو الذهلي، تقدم.
عثمان بن عمر: وهو بن فارس بن لقيط العبدى البصري، ثقة، روى عن: شعبة بن الحجاج ومالك بن أنس، وروى عنه: إسحاق بن راهويه والذهلي وبندار. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٩/ ٤٦١)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٧/ ١٤٣)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٣٨٥ رقم ٤٥٠٤)].
مالك بن أنس: وهو الإمام، إمام دار الهجرة، ورأس المتقنين، وكبير المتثبتين، روى عن: نافع مولى ابن عمر وهشام بن عروة وسالم بن أبي النضر، وروى عنه: ابن عيينة والثوري وشعبة وعثمان بن عمر. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٧/ ٩١)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١٠/ ٨)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٥١٦ رقم ٦٤٢٥)].
سالم أبي النضر: وهو سالم بن أبى أمية القرشي التيمي، أبو النضر المدني، مولى عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي، ثقة ثبت، روى عن: أنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما، وابن المسيب وسليمان بن يسار، وروى عنه: الثوري وابن عيينة والليث بن سعد ومالك بن أنس. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٠/ ١٢٧)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٣/ ٤٣١)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٢٢٦ رقم ٢١٦٩)].
سليمان بن يسار: وهو الهلالي المدني، ثقة فاضل، وهو أحد الفقهاء السبعة، روى عن: جابر بن عبد الله وزيد بن ثابت وابن عباس والمقداد بن الأسود مرسلا رضي الله عنهم، وروى عنه: زيد بن أسلم وسالم أبو النضر والزهري. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٢/ ١٠٠)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٤/ ٢٢٨)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٢٥٥ رقم ٢٦١٩)].
المقداد بن الأسود: وهو الصحابي الجليل المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك البهراني ثم الكندي الزهري، أبو الأسود، المعروف بـ «المقداد بن الأسود» نسبة إلى من رباه وتبناه، وهو الأسود بن عبد يغوث الزهري، روى عنه: أنس بن مالك وأبو أيوب الأنصاري وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وسليمان بن يسار مرسلا. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٨/ ٤٥٢)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١٠/ ٢٨٦)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٥٤٥ رقم ٦٨٦٩)].
وهذا إسناد رجاله ثقات، ورواية سليمان بن يسار عن المقداد مرسلة، وسيأتي في التخريج بيان ذلك إن شاء الله تعالى.

التخريج:
أخرجه مالك في الموطأ (رواية يحيى -كتاب الطهارة- باب الوضوء من المذي- ١/ ٤٠ - ح ٥٣)، وأحمد في المسند (٣٩/ ٢٤١) (ح ٢٣٨١٩) وأبو داود في السنن (كتاب الطهارة- باب في المذي- ١/ ٥٣ - ح ٢٠٧) والنسائي في السنن (كتاب الطهارة- باب ما ينقض الوضوء وما لا ينقض الوضوء من المذي- ١/ ٩٧ - ح ١٥٦) وابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة وسننها- باب الوضوء من المذي- ١/ ١٦٩ - ح ٥٠٥)، كلهم عن سالم أبي النضر، عن سليمان، عن المقداد.
ورجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، إلا أن في هذا الإسناد انقطاعا؛ فإن سليمان لم يدرك المقدادَ، فقد نقل البيهقي [المعرفة، ط ١، (١/ ٣٥٤)] عن الشافعي قوله: «حديث سليمان بن يسار عن المقداد مرسل، لا نعلمُ سمع منه شيئاً»، ثم علق البيهقي قائلا: «وهو كما قال»، وقال ابن عبد البر: «هذا إسناد ليس بمتصل؛ لأن سليمان بن يسار لم يسمع من المقداد ولا من علي، ولم ير واحدا منهما، ومولد سليمان بن يسار سنة أربع وثلاثين، وقيل: سنة سبع وعشرين، ولا خلاف أن المقداد توفي سنة ثلاث وثلاثين ... ». [التمهيد، ط ١، (٢١/ ٢٠٢)].
لكن قال ابن حبان: «مات المقداد بن الأسود بالجُرُف سنة ثلاث وثلاثين، ومات سليمان بن يسار سنة أربع وتسعين، وقد سمع سليمان بن يسار المقداد وهو ابن دون عشر سنين» [ابن حبان، الصحيح، ط ١، (٣/ ٣٨٣)].
قلت: وابن حبان يقول بأن ولادته سنة أربع وعشرين، والصحيح -والله أعلم- أن وولادته سنة سبع وعشرين أو ما بعده، وهو ما قاله جماعة منهم الشافعي فيما نقله البيهقي، ووفاته سنة سبع ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وهو ما رجحه جماعة منهم ابن معين والفلَّاس والبخاري وابن سعد وغيرهم، [انظر: المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٢/ ١٠٥)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٤/ ٢٢٩)]، وعلى ما سبق تكون الولادة سنة أربع وثلاثين، في أواخر خلافة عثمان، أي بعد موت المقداد بسنة، وهو ما أشار إليه الذهبي [سير أعلام النبلاء، ط ٣، (٤/ ٤٤٧)]، وأما ما ذكره ابن حبان بأن سليمان توفي سنة أربع وتسعين، فقد نقله البخاري عن بعض أصحاب هارون بن محمد الفروي المدني [التاريخ الأوسط، ط ١، (١/ ٢٣٥)]، وهو قول شاذ، كما نعته بذلك الذهبي [سير أعلام النبلاء، ط ٣، (٤/ ٤٤٧)].
قلت: والواسطة بين سليمان بن يسار والمقداد هي عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-؛ لأن بكير بن عبد الله الأشج خالف سالما؛ أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الحيض- باب المذي- ١/ ٢٤٧ - ح ٣٠٣/ ١٩) وغيره من طريق مَخْرَمَةَ بن بُكَيْر بن عبد الله بن الأشجّ، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس، عن علي، أنه أرسل المقداد ... الحديث.
قال البيهقي: «هكذا رواه أبو النضر، عن سليمان، ورواه بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان، عن ابن عباس موصولا». [السنن الكبرى، ط ١، (١/ ١٨٦)].
وقال النسائي: «مخرمة لم يسمع من أبيه شيئًا» [السنن، ط ١، (١/ ٢١٤)]، وقد استدرك الدارقطني هذا الحديث على مسلم [انظر: الدارقطني، التتبع، ط ٢، (ص ٢٨٣)]، لكن ثبت أنه كان عنده كتب أبيه [البخاري، التاريخ الكبير، ط ١، (٨/ ١٦)، ابن أبي حاتم، المراسيل، ط ١، (ص ٢٢٠)]، فأقل الأحوال أنه يرويها عنه وجادة، وهي طريقة صحيحة من طرق التحمل، وقد أثبت سماعه من أبيه في العموم جماعة، منهم: ابن المديني ومسلم ومعن بن عيسى القزاز المدني، وسأل مالكُ بنُ أنسٍ مخرمةَ عن سماعه من أبيه، فحلف أنه سمع من أبيه [الفسوي، المعرفة والتاريخ، ط ١، (١/ ٦٦٣)، أبو زرعة، التاريخ، ط ١، (١/ ٤٤٢)]، ومخرمة وثقه مالك وأحمد وغيرهما، [انظر: المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٧/ ٣٢٥:٣٢٨)، العلائي، جامع التحصيل، ط ٢، (ص ٢٧٥) (٧٤٢)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١٠/ ٧١، ابن العراقي، تحفة التحصيل، ط ١، (ص ٢٩٧)]، وعليه فتكون رواية مسلم متصلةً، وقال العلائي: «أخرج له مسلم عن أبيه عدَّة أحاديث، وكأنه رأى الوجادة سببًا للاتصال»، [العلائي، جامع التحصيل، ط ١، (ص ٢٧٥)]، وقد احتج مالك بكتاب مخرمة عن أبيه، وكذا مسلم.
وقال البيهقي: «وحديث المقداد أصح، وهو ثابت من جهة ابن عباس، ومحمد بن الحنفية وغيرهما». [البيهقي، المعرفة، ط ١، (١/ ٤٧٢)].
وقال ابن عبد البر: «وبين سليمانَ بنِ يسارٍ وعليٍّ في هذا الحديث ابنُ عباس، وسماعُ سليمانَ بنِ يَسارٍ من ابنِ عباس غيرُ مَدْفُوعٍ». [ابن عبد البر، التمهيد، ط ١، (٢١/ ٢٠٢)].
وجاء في روايات أخرى أن المرسَل بالسؤال هو عمار بدلا من المقداد، وفي روايات أخرى أن عليا هو السائل، وقد جمع بينها ابنُ حبان بما حاصله أن عليا أمر عمارا ثم أمر المقداد ثم سأل بنفسه، ودلل ابن حبان على ذلك باختلاف كل متن عن الآخر. [انظر: ابن حبان، الصحيح، ط ١، (٣/ ٣٨٩)].
طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط ١، (١٣/ ٤٥٥) برقم (١٦٩٩٧)].

<<  <   >  >>