الخلق الكريم في حده الأدنى، ثم لا يقتصر على ذلك، إنما يرسم القمم من مكارم الأخلاق، ويوجِّهُ إلى السنام منها، ويقود إلى المشارف العليا من درجات المقرَّبين.
فهل تريد السيدة عائشة - رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا -، حينما تصفه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنَّ خُلُقُهُ القُرْآنُ: هل تريد الخلق الكريم في حده الأدنى، أم تريد في حده الأوسط، أم تريده في حده الأسمى؟
إنَّ القرآن الكريم يُحَدِّدُ الدرجة التي وصل إليها الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الخُلُق القرآني فيقول سبحانه لرسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(١).
هذه الآية القرآنية الكريمة تُحَدِّدُ درجة الأخلاق القرآنية التي وصل إليها الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أنها ذروتها وسنامها.
أول المسلمين
ولقد قال - صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ -: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ».