للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فمنهم من كان ينقلها عنهم على أنها قصص متعلق بالماضين ولكن أبا رَيَّةَ كان يَتَّهِمُهُمْ بأنهم كانوا «يَنْسِبُونَهَا» إلى النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -!.

ولم يكتف بذلك البُهْتَانِ حتى نسبه إلى الحافظ ابن حجر، وهو لم يقله قط، ولا يقوله مسلم يعرف ما كان عليه هذا الجيل الفذ في تاريخ الإنسانية من صدق اللهجة، واستقامة الدين، ووقوف عند حدود الله فيما أمر وفيما نهى وهم يعلمون أنَّ الله لعن الكاذبين ومَقَتَهُمْ، وليس أَقَرَّ لعيون أعداء الله والإسلام من أنْ يرموا بما رماهم به أبو رَيَّةَ.

٢ - ونقل في [ص ١١٥] عن ابن كثير في " البداية والنهاية ": ٨/ ٢٠٦ أنَّ عمر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال لكعب الأحبار: «لَتَتْرُكَنَّ الحَدِيثَ (عَنْ رَسُولِ اللهِ) أَوْ لأُلْحِقَنَّكَ بِأَرْضِ القِرَدَةِ».

وعبارة ابن كثير: «لَتَتْرُكَنَّ الحَدِيثَ [عَنِ الأُوَلِ]». وليس فيها «عن رسول الله» ولكن " أمانة " أَبِي رَيَّةَ أجازت له تحريف هذا النص ليثبت ما ادعاه من أنَّ كعباً كان يُحَدِّثُ عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنَّ الصحابة كانوا يأخذون عنه الحديث، وهذه الفِرَيَّةَ دَسَّهَا المستشرقون اليهود أمثال «جولدتسيهر» لِيَدَّعُوا تأثير اليهودية في الدين الإسلامي! .. فتلقفها منهم «المُحَقِّقُ العِلْمِيُّ» أَبُو رَيَّةَ، وَتَبَرَّعَ لهم بإثبات الأدلة.

<<  <   >  >>