وكان يصعب عليه في مقتبل عمره أن يجلس للتدريس ككبار المشايخ، لكنه تدرج وشهد له الأفاضل من المدينة، والجلة من الآفاق.
«وقال مصعب: كان لمالك حلقة في حياة نافع أكبر من نافع».
«قال ابن وهب: جاء رجل يسأل مالكاً عن مسألة، فبادر ابن القاسم فأفتاه، فأقفل عليه مالك كالمغضب، وقال له: جسرت على أن تفتي يا عبد الرحمن؟ يكررها فلما سكن غضبه، قيل له: من سألت؟
قال: الزهري وربيعة الرأي».
[مالك ومجلسه العلمي]
إن المتتبع لسيرة الإمام مالك رحمه الله يجد أنه كان يحترم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أي احترام، كان يسأل الطلبة عن حاجتهم، هل يريدون معرفة المسائل الفقهية أم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كانت الرغبة في الأحاديث فلها ترتيب خاص من غسل وتعطر وملابس جديدة، ولها اهتمام ما بعده اهتمام.
أما إن كانت الرغبة في المسائل الفقهية فله اهتمام دون ذلك.
وحين يأتي الحجاج من الآفاق في موسم الحج، فإن هناك ترتيباً خاصاً لأيام المواسم، وترتيب آخر في غير موسم الحج.
ثم كانت هناك مجالس خاصة للفقهاء، لا يشاركهم غيرهم.
وكان له حاجب ينادي كل طبقة على حدة للدخول في المجلس.