٨ - وَأَمَّا حَدِيثُ الشَّافِعِيِّ فِي ذَلِكَ، فَقَدْ رَوَيْنَاهُ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْهُ، قَالَ: أنا مَنْ لا أَتَّهِمُ , قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «إِذَا أَنْشَأَتْ بَحْرِيَّةً، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ شَامِيَّةً، فَهُوَ أَمْطَرُ لَهَا» .
فَقَوْلُ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ: إِنَّ الشَّافِعِيَّ رَوَاهُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبي يَحْيَى وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ فِيهِ تَسَاهُلٌ، مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ غَيَّرَهُ بِمَا ظَنَّ أَنَّهُ مَعْنَاهُ، وَكَأَنَّهُ تَبِعَ فِي ظَنِّهِ ذَلِكَ رَأْيَ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ صَاحِبِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَذَلِكَ فِيمَا قَرَأْتُهُ عَلَى الشَّيْخَةِ الصَّالِحَةِ أُمِّ الْمُؤَيَّدِ ابْنَةِ أَبِي الْقَاسِمِ الْجُرْجَانِيِّ رَحِمَهَا اللَّهُ وَإِيَّانَا، عَنِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيِّ، وَأَبِي الْقَاسِمِ الْمُسْتَمْلِي، وَأَبِي الْمُظَفَّرِ الْقُشَيْرِيِّ، كُلُّهُمْ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الْبَيْهَقِيِّ.
ح وَأَخْبَرَنِي بِهِ أَيْضًا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ مُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، عَنْ عَشَرَةِ أَشْيَاخٍ، مِنْهُمُ الإِمَامُ أَبُو حَفْصٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الصَّفَّارِ، كُلُّهُمْ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ.
ح وَأَخْبَرَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَاعِدٍ الْعَطَّارُ، عَنِ الْفَقِيهِ الْحَافِظِ أَبِي سَعْدٍ الْخَلِيلِيِّ، قَالَ: أنا الْحَافِظُ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالا: سَمِعْنَا أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، يَقُولُ: إِذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ.
يَزِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ، وَإِذَا قَالَ: أنا مَنْ لا أَتَّهِمُ.
يُرِيدُ بِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى، وَإِذَا قَالَ: بَعْضُ الناس.
يريد به أهل العراق، وإذا قال: بعض أصحابنا.
يريد به أهل الحجاز.
قال البيهقي: وقد قال الشافعي: أنا الثقة، عن معمر.
والمراد به إسماعيل بن علية.
لتسميته إياه في موضع آخر، وذكر البيهقي غير ذلك , في قوله: أنا الثقة، وقال: لا يوقف على مراده به.
إلا بظن غير مقرون بعلم.
قلت: وإسحاق بن عبد الله الذي روى عنه، أحسبه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.
أخا عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، المذكور في الإسناد المتقدم، والله أعلم