الطَّرِيقُ الثَّانِي
: وَلِلْحَدِيثِ طُرُقٌ أُخْرَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَخْرَجَهَا أَبُو دَاوُدَ، مِنْ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ يَرَوْنَ أَنَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ائْتِنِي غَدًا أَحْبُوكَ وَأَثِيبُكَ. . .» ، فَذَكَرَ الْحَدِيثُ، وَقَالَ فِيهِ: «إِذَا زَالَ النَّهَارُ فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. . . . .» ، نَحْوَ رِوَايَةِ عِكْرَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ فِيهِ: «فَإِنَّ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُصَلِّيَهَا تِلْكَ السَّاعَةَ فَصَلِّهَا مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ» الطَّرِيقُ الثَّالِثُ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفًا انْتَهَى، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ وَصَلَهَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ النَّسَائِيُّ فِي أَسْئِلَتِهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ مُسْلِمٌ يَعْنِي: ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمُسْتَمِرِّ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ ثِقَاتٌ، قُلْتُ: لَكِنِ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى أَبِي الْجَوْزَاءِ، فَقِيلَ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَقِيلَ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، مَعَ الِاخْتِلَافِ عَلَيْهِ فِي رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ، وَفِي الْمَقُولِ لَهُ فِي الْمَرْفُوعِ، قِيلَ: هُوَ الْعَبَّاسُ، أَوْ جَعْفَرٌ، أَوْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، أَوْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَهَذَا اضْطِرَابٌ شَدِيدٌ، وَقَدْ أَكْثَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ تَخْرِيجِ طُرُقِهِ عَلَى اخْتِلَافِهَا.
حَدِيثُ الْفَضَلُ ابْنُ الْعَبَّاسِ: وَأَمَّا حَدِيثُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي كِتَابِ الْقُرْبَانُ، مَنْ رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ لَهُ: «أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ إِذَا فَعَلْتَهُنَّ. . .» ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي رَافِعِ الْمُبْتَدَأُ بِذِكْرِهِ أَوَّلَ كِتَابِنَا، وَالطَّائِيُّ الْمَذْكُورُ لَا أَعْرِفَهُ وَلَا أَبَاهُ، وَأَظُنُّ أَنَّ أَبَا رَافِعٍ شَيْخُ الطَّائِي لَيْسَ أَبَا رَافِعٍ الصَّحَابِيَّ، بَلْ هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ أَحَدُ الضُّعَّفَاءِ فِيمَا أَظُنُّ، فَقَدْ أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي السُّنَنِ، وَالْخِطِيبُ فِي كِتَابِ صَلَاةِ التَّسْبِيحِ مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، كِلَاهُمَا، عَنْ أَبِي مِعْشَرٍ نُجَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. . . . . .، وَفِي رِوَايَةِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مِعْشَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: «أَلَا أَحْبُوكَ؟ . . .» ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَالَ فِيهِ بَعْدَ قَوْلِهِ: «فَفِي كُلِّ شَهْرٍ» ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ سِتَّةِ أَشْهُرٍ "، وَقَالَ فِيهِ عِنْدَ ذِكْرِ الذُّنُوبِ: «وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ عَدَدِ أَيَّامِ الدُّنْيَا» ، وَفِي آخِرِهِ: «أَوْ فَرَرْتَ مِنَ الزَّحْفِ، غَفَرَ لَكَ بِذَلِكَ» ، هَذَا لَفْظُ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَأَبُو مَعْشَرٍ ضَعِيفٌ، وَكَذَا شَيْخُهُ أَبُو رَافِعٍ، وَقَدِ اضْطَرَبَ فِيهِ، وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي رَافِعٍ فَقَدْ تَقَدَّمَ أَوَّلَ الْبَابِ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرِكِ بَعْدَ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَّهَ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بِلَادِ الْحَبَشَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ اعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنِيهِ، وَقَالَ: «أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ . . .» ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَسَاقَهُ مِنْ طَرِيقِ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ يَزيِدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ، وَتَعَقَّبَهُ شَيْخُنَا، لِأَنَّهُ ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ جِدًّا لَا نُورَ عَلَيْهِ، وَكَذَا تَعَقَّبَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ، وَقَالَا: إِنَّ فِي سَنَدِهِ أَحْمَدَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْحَرَّانِيَّ، ثُمَّ الْمَصْرِيَّ، كَذَّبَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، قُلْتُ: وَلِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ طَرِيقٌ آخَرُ تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهَا قَرِيبًا، وَتَأْتِي لَهُ طُرُقٌ أُخْرَى فِي الْكَلَامِ عَلَى هَذِهِ الصَّلَاةِ، وَأُخْرَى رَابِعَةٌ أَخْرَجَهَا الطَّيْبِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ الْمَجْلِسُ السَّادِسُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ الطَّرِيقُ الْأَوَّلُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute