أن تريد الشيء فتورِّي عنه بقول آخر، كقول الأسير في بكربن وايل حين سألهم رسولاً إلى قومه فقالوا: لا ترسل إلا بحضرتنا لأنهم كانوا أزمعوا غزو قومه، فخافوا أن ينذر عليهم، فجيء بعبد أسود، فقال له: أتعقل؟ قال: نعم إني لعاقل، قال: ما أراك عاقلاً، [قال: بلى] قال ما هذا؟ وأشار بيده إلى الليل. قال: هذا الليل.
قال: أراك عاقلاً. ثم ملأ كفه من الرمل. فقال: كم هذا؟ فقال: لا أدري وإنه لكثير. فقال: أيما أكثر النجوم أو النيران؟ فقال كل كثير. قال: أبلغ قومي التحية، وقل لهم: ليكرموا "فلاناً". يعني أسير كان في أيديهم من بكر. فإن قومه لي مكرمون، وقل لهم: إن العرفج قد أدبي، وقد شكت النساء، ومرهم أن يُعَرُّوا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها وأن يركبوا جملي الأصهب بآية ما أكلت لكم حيساً واسألوا "الحارث" عن خبري.
فلما أدى العبد إليهم الرسالة قالوا: قد جن الأعور، والله ما نعرف له ناقة