قال أبو بكر محمد بن دريد: الحمد لله الأول في ديمومته، الآخر في أزليته، الواحد في ملكه، الفرد في سلطانه، العالي في دنوّه، القريب في علوّه، وصلى الله على محمد بشيري الرحمة ومصباح الهدى، والمنقذ من الضلالة والعمى.
هذا كتاب الفناه ليفزع إليه المجبر [المضطهد] على اليمين المكره عليها، فيعارض بما رسمناه ويضمر خلاف ما يظهره، ليسلم من عادية الظالم ويتخلص من جنف الغاشم، وسميناه كتاب "الملاحن" واشتققنا له هذا الاسم من العربية الصحيحة التي لا يشوبها الكدر ولا يستولي عليها التكلف، وما توفيقنا إلا بالله.
ومعنى قولنا الملاحن لأن اللحن عند العرب الفطنة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم "لعل أحدكم ألحن بحجته" أي أفطن لها وأغوص عليها، وذلك أن أصل اللحن