ويرغم أشراف العرب وزعماء القبائل على الخضوع لهم ليذل بذلك أنوفهم ويسحق هيبتهم بل كان كل منهم في الناصر قائد الجيش الأعلى نجدة، ومعظم أكابر القادة والضباط، وكان منهم أفلح صاحب الخيل ودرى صاحب الشرطة؛ ومنهم ياسر وتمام صاحبا النظر على الخاص وكان لهذه السياسة غير بعيد أسوأ الأثر في انحلال الجيش وفتور قواه المعنوية لما جاشت به صدور الضباط والجند العرب من الحفيظة والسخط على هذه السياسة المهينة؛ وكانت هزيمة الناصر في موقعة الخندق الشهيرة (الانديجا) أمام نصارى الشمال (٣٢٧هـ - ٩٣٩م) ترجع من وجوه كثيرة إلى هذا الانحلال المعنوي الذي سرى إلى الجيش من جراء الأحقاد القومية والطائفية