خاص وأهمية محلية لا تأثير لها في البلاد العربية. والشعر هو المفضل المختار عند أنصار هذه المدرسة التي قوامها: الياس فرحات (١٨٩١)، ورشيد سليم خوري (١٨٨٧)؛ وفوزي المعلوف (١٨٩٩ - ١٩٣٠). وقد شرع شكري الخوري (١٨٧١) في محاولة طريفة، هي استعمال اللهجة السورية الدارجة في الكتابة الأدبية، ولكن أحداً لم ينسج على منواله.
وقد انتهت سيطرة المدرسة السورية المتأمركة بانتهاء الحرب العظمى، فانقطعت الصلة بين روادها وبين الحياة الراهنة في العالم العربي، ورجع بعض زعمائها (كالريحاني ونعيمه) إلى وطنهم الأول. وقد عادت الآن زعامة الأدب إلى مصر وتركزت في المدرسة الموسومة بمدرسة العصريين. وترجع بوادر هذه الزعامة إلى عام ١٩٠٧ حين تألف حزب الأمة وأنشأ (الجريدة) وتولى رياسة تحريرها أحمد لطفي السيد مترجم (الأخلاق) لأرسطو ومدير الجامعة المصرية الآن. وفي عام ١٩٢٢ التف الكتاب المجددون حول جريدة (السياسة) التي يتولى إدارتها أحد الكتاب العصريين الذائعي الشهرة: محمد حسين هيكل بك (١٨٨٨)، وأهم ما تمتاز به هذه المدرسة التعمق في فكرة الأدب وفي حاجات رجاله المتزايدة يوماً بعد يوم، وهي تختلف عن المدرسة السورية المتأمركة في أنها توجه جل جهودها إلى الأدب العربي القديم، وتبدي شغفاً خاصاً بالنقد وبتاريخ الأدب. وفي مؤلفات أنصار هذه المدرسة، نلاحظ للمرة الأولى أن روح الوطنية المصرية الخالصة تحل - عن عمد وإدراك - محل القومية العربية. وقد وجهت هذه المدرسة عناية خاصة إلى (الأقصوصة المصرية)، كما استطاعت شهرة ذائعة وأنصارا مخلصين متحمسين في سائر الأقطار العربية، بفضل اتساع نطاق الصحافة وانتشارها. وهكذا عادت مصر فتولت الزعامة للمرة الثانية في تاريخ الأدب العربي الجديد، وستظل محتفظة بهذه الزعامة، مرتكزة على دعائمها بثبات أعظم مما كانت عليه في نهاية القرن الماضي.
٢ - أنواع خاصة
أ - الشعر:
لا يزال الشعر أكثر الأنواع انتشارا وأدقها محافظة، شأنه في عصور الأدب العربي القديم.