الدرجة الأولى: الجهال وهؤلاء لا دين لهم ولا يعلمون شيئاً من أمور الديانة الدرزية، وهم على الأغلب دون الثلاثين
الدرجة الثانية: العقل ولا يصل الرجل منهم إلى هذه المرتبة إلا بعد أن يبرهن أمام القوم أنه أخلد للسكينة وترفع عن الأفعال الدنيئة. وعليه قبل أن يصبح عاقلا أن يحلق رأسه بالموسى ويترك لحيته تسترسل في نموها نحو الصدر وكلما طالت كان أجره عظيما، وثوابه جزيلا. وعلية أن يتعمم بالعمة البيضاء الكبيرة.
الدرجة الثالثة: الأجاويد، وهذه الطبقة هم الأكثر تقشفاً والأعظم أجراً، وهم رؤساء الديانة الدرزية ومشايخ المؤمنين الموحدين وبيدهم الأمر والنهي، فإذا ما وجدوا أمراً ساءهم من أحد العقل طردوه من الخلوة وأخذوا الدين منه. وبذلك يصبح المطرود لا دين له، فلا يحق لهم الجلوس معه ولا السلام عليه ولا الأكل والشرب قربه، يفر منه كل من يراه، حتى أن عائلته تنفر منه وتكرهه؛ وإذا مات في هذه الأثناء يموت مسلماً وتنتقل روحه إلى كلب أو نصراني أو يهودي أو أي حيوان آخر. وأما إذا مات درزياً ومعه الدين فينال الحسنات وتنتقل روحه إلى درزي آخر أو تذهب إلى بلاد الصين، وهناك تعيش قرب الحاكم بأمره والأخوان الصالحين. ويعتقد الدروز بالتقمص ويقولون أن الروح تنتقل من رجل إلى آخر كما أسلفنا.
والمرأة الدرزية حكمها في الدين حكم الرجل، ولها ثلاث درجات بخلاف مذهب النصيرية الذين يعطون للمرأة ديناً مطلقاً، والدين عندهم من خصائص الرجال دون النساء. والدروز لا صلاة ولا صوم مفروض عليهم، ولا يعرفون شيئاً من أنواع الطرب لأنها معدودة عندهم من المنكرات المحرمة في الدين. وأقسامهم المغلظة هي: بالنبي شعيب واليعفوري، والحدود الستة، والحكمة المقدسة.
وللنبي شعيب احترام عظيم في نفوسهم ولا يعتقدون إلا بنبوته دون كافة الأنبياء. وأما اليعفوري فهو أحد أوليائهم الصالحين ذوي الكرامات له مقام يقع بين قرية مسعدة وقرية مجدل شمي في القسم الجنوبي من سورية. ويقصده الدروز من أماكن بعيدةللتبرك به والدعاء له. ولعل أغرب ما في مذهبهم أنهم لا يتزوجون من المسلمين ولا يزوجون بناتهم منهم بحجة أنه يسمح للمسلم أن يتزوج بنصرانية أو يهودية، أو يحق لمن يدخل في الدين