مستقبل للأنه لن يمر بك إلا بعد ١٤ سنة. (ثانيا) تصور انك بعد انتقالك إلى ذلك الكوكب وإشرافك من هناك على الحركة الوطنية المصرية، فضلت العودة إلى الأرض على جناح السرعة. وقطعت المسافة من هناك إلى هنا في ساعة واحدة (على فرض إمكان ذلك) فما الذي يبدو لك؟ انك ترى حوادث هذه ال ١سنة تمر عليك بسرعة وتنقضي كلها في ساعة. معنى ذلك ال ١٤ سنة في حساباً قد صارت في حسابك ساعة، وذلك لمجرد تغير حدث في اتجاه حركتك وفي مقدار سرعتك. (ثالثا) تصور انك وأنت على هذا الكوكب فضلت زيادة الابتعاد عن الأرض ومن عليها وركبت شعاعاً ضوئياً يطير بك إلى الناحية الاخرى من الكون، فماذا ترى أثناء رحلتك؟ انك ترى على الأرض شيئاً عجباً: ترى كل شيء عليها قد وقف عن الحركة فجأة وثبت على حالة واحدة، كأنما قد أصاب كل ما عليها ومن عليها شلل تام. لذلك لأنه لم يعد يصل إليك منه ضوء جديد، وصارت تستقبل دائماً موجة واحدة فقط من لحظاتنا. فأنت والحالة هذه تعيش باستمرار فيما نسميه نحن لحظة واحدة. (رابعاً) تصور أن ابتعادك هذا كان بسرعة اكبر من سرعة الضوء، فما الذي تشاهده؟ انك ترى في هذه المرة اعجب العجب. ترى الحوادث الأرضية وقد بدأت يتلو بعضها بعضاً ولكن على غير النظام الذي مرت به علينا، وعلى عكس ذلك النظام. ترى أولا حوادث سنة ١٩١٩ ثم حوادث سنة ١٩١٨ ثم حوادث سنة ١٩١٧ وهكذا ذلك بأنك لا تستقبل الضوء منا بالنظام الذي انبعث به بل تلحق بالتدريج بما مضى منه موجة بعد موجة. وبذلك يستطيع أن تقلب نظام الزمن رأساً على عقب فترى حاضرة قبل ماضية وماضية قبل غابره. (خامساً) تصور أننا هنا على سطح الأرض نرقب كوكباً يبتعد عنا بسرعة كبيرة بحيث تبدأ الحادثة هناك، وفي أثناء وقوعها يكون الكوكب قد ابتعد عنا مسافة أخرى علاوة على بعده الأصلي، وتصور أن حادثة ما تستغرق ساعة من الزمان قد ابتدأت هناك ورأينا بدايتها. ففي الوقت الذي تتم فيه تلك الحادثة يكون الكوكب قد قطع مسافة جديدة يضطر الضوء لقطعها ثانية في زمن معين. وعلى ذلك فان الضوء الذي بدلنا على هذه الحادثة لا يتم توارده علينا في ساعة بل في اكثر من ساعة من هذه الحادثة من حسابنا يزيد على ساعة. معنى ذلك أن حوادث ذلك الكوكب تبدو لك كشريط سينمائي بطيء كما أن لحوادث على الأرض تبدو لسكان ذلك الكوكب كشريط سينمائي بطيء.