بصحته، ونطقت البصائر بحقيقته، ونعمة الله تعالى على الدين والدنيا بما أولاهما من اختيار سيدنا لحراستهما بناظر فضله، وسترهما بظل عدله، مفصحة بتكامل الإقبال، مبشرة بتصديق الآمال)
دعوته فأجابتني مكارمه ... ولو دعوت سوى نعماه لم تجب
وجدته الغيث مشغوفاً بعادته ... والروض بجنى بما في عادة السحب
لو فاته النسب الوضاح كان له ... من فضله نسب يغني عن النسب
إذا دعته ملوك الأرض سيدها ... طراً دعته المعالي سيد العرب)
هذه فقر مشرقة الديباجة مزهرة الرقعة، انتظمت الحسن كله، وضمنت الجمال جميعه، فهي على - حد تعبيرنا الحديث - الشعر المنثور، أو النثر المنظوم، والدر المنضود، أو السحر المرسوم أوحى به عقل أبي الفرج، وجرى به خاطره، فسجله الزمان في كتبه؛ وما استعرضناه من نثره يبيح لنا أن نقول:
إنه كان مغرماً بالسجع القصير الفقر الموشي الحبر، فالجناس يزينه، والطباق يجمله، هذا إلى الاستشهاد بالأمثال السائرة والأبيات الشاردة
وإني أرجو أن أكون قد وفيت ما إليه قصدت من تفصيل حياة رجل غمر غمره التاريخ وطواه. فإن أكن قد بلغت فللرسالة أكبر الفضل، وإلا فعلى رمضان بعض العتب، وما توفيقي إلا بالله قصرت أو أوفيت