لما نعى المرحوم المستر رامسي مكدونالد السياسي البريطاني الكبير ورئيس الوزارة البريطانية الأسبق أفاضت صحفنا في استعراض حياته السياسية؛ ولكنها نسيت في حياته ناحية خطيرة هي ناحية التفكير والكتابة؛ ذلك أن مكدونالد كان كاتباً اجتماعياً واقتصادياً كبيراً، وله في هذه الناحية آثار عديدة قيمة نذكر منها:(العمل والإمبراطورية)(سنة ١٩٠٧)؛ (الاشتراكية والحكومة)(١٩٠٩)؛ (يقظة الهند)(١٩١٠)؛ (الحركة النقابية)(١٩١٢)؛ (البرلمان والثورة)(١٩١٩)؛ (الاشتراكية الناقدة والمنشئة)(١٩٢١)، وغيرها
وقد كان مكدونالد كاتب الاشتراكية الإنكليزية ولسانها، وكتابه عن الاشتراكية الذي صدر لأول مرة في سنة ١٩٢١ ثم أصدره بعد ذلك في سنة ١٩٢٤، وقت أن كان رئيساً لوزارة العمال الأولى، يعتبر من أقوم الكتب الإنكليزية التي صدرت في هذا الموضوع لا من الناحية العلمية والفنية، ولكن من ناحية أنه يعبر أحسن تعبير عن ميول الاشتراكية الإنكليزية ومثُلها. وقد كان مكدونالد مدى أعوام طويلة زعيماً لحزب العمال الإنكليزي وزعيم الحركة العملية الإنكليزية، والمعبر عن أمانيها ومثلها؛ وفي كتاب (الاشتراكية) يدلل مكدونالد بشروحه على أن الاشتراكية الإنكليزية لم تتقدم كثيراً في مثلها الاقتصادية والاجتماعية عن الاشتراكية الفابية أو الاشتراكية الإصلاحية، وإنها أبعد ما تكون عن روح الثورة الاجتماعية والاقتصادية التي ترمى إليها اشتراكية القارة الأوربية وتعمل لها. ولما تولى حزب العمال الحكم برآسة مكدونالد ظهرت هذه الحقيقة بصورة عملية في سياسة الحزب الداخلية والخارجية، وظهرت الاشتراكية الإنكليزية في صبغتها القومية العميقة. والخلاصة أن كتاب مكدونالد في (الاشتراكية) هو رسالة الاشتراكية الإنكليزية وحدها، وهو يعتبر من جانب أنصار الاشتراكية المتطرفة رجعياً في نظرياته وشروحه
جوائز نوبل
حملت إلينا الأنباء الأخيرة أسماء الفائزين ببعض جوائز نوبل لهذا العام؛ فقد منحت لجنة جامعة استوكهلم جائزة نوبل للكيمياء للعالم النرويجي كارلر والأستاذ هاويت الإنكليزي؛ ومنحت جائزة نوبل للعلوم الطبيعية للأستاذ وارسون الأمريكي والأستاذ تومسون الإنكليزي