وقد هال موت جوركي رجال الحكم في روسيا وعلى رأسهم ستالين، وهوبا ينصرون الأدب فيما يخيل لهم عن طريق المسرح، وهم يبذلون جهود الجبابرة لإقالة عثرته، بيد أنهم لمبالغتهم في جعل المسرح للبلشفية، لا البلشفية للمسرح، ومبالغتهم أيضاً في بلشفة كل ما يتعلق بالتمثيل قد باءوا بالفشل من حيث كانوا ينشدون النجاح. . . وهم يعترفون بهذا، ولذا دأبوا على إبراز درامات جوركي على أكثر مسارحهم، حتى أن روايته الأخيرة (بيجور بوليشوق) تمثل في الليلة الواحدة في أكثر من ستة مسارح من مسارح العاصمة. . . وتبدو الروح البلشفية المفتعلة في درامات أكثر الكتاب، إما لاضطرارهم إلى إرضاء الحكومة وتملقاها، وإما لعجزهم عن وصل ما انقطع من جهود أسلافهم العظام. . . فهذه درامة (الأرستقراطيين) للكاتب نيقولا بوجودين تكاد تكون حرباً على الأرستقراطية التي يجهلها شباب روسيا تمام الجهل. . . وكذلك رواية إيفان كوشرجا (الساعاتي والدجاجة) إن هي إلا درامة فارغة برغم الطبل المدوي الذي دقه النقاد الروسيون لها، وبرغم الجائزة السنية التي نالها صاحبها بسببها. على أن بعض الكتاب الذين احتفظوا باستقلالهم قد استطاعوا أن يكتبوا قطعاً فنية رائعة وإن تكن تحمل الطابع البلشفي أحياناً. . . ومن هؤلاء الكاتب فسوفولود فشنفسكي مؤلف (المأساة التي تبشر بالخير) والتي اضطر أن يقحم عليها روحاً من نوع الميلودرام إرضاء للسادة الحاكمين
ومن أعجب العجب خمول كتاب نابهين مثل كرشون وأفينوجنيف. . . ويبدو أن سبب خمولهم عائد إلى عدم استطاعتهم هضم هذه الدكتاتورية التي يفرضها ستالين وأذنابه على روسيا، وهي الدكتاتورية التي حاربوها من قبل في شخص القيصر نفسه