عفا الله عنك أيها الأخ الكريم! على أني لازلت معجباً بما تكتب، فخوراً بغيرتك على الإسلام وانتصارك للشرق. وأصدقك القول بأني على رغم ما اضطرني إلى إثبات هذه الكلمة لم أقف قراءتي دون خاتمة الرسالة
(أم درمان - سودان)
(سوداني)
(الرسالة) جاءنا من إخواننا السودانيين رسائل كثيرة في هذا
المعنى فاكتفينا بهذه الرسالة لاعتدالها وإيجازها.
في المسرح الروسي الحديث
يقاسي المسرح الروسي الحديث كثيراً من العنت بسبب الدكتاتورية الفاسدة التي يفرضها الطاغية ستالين. . . وقد كان المظنون أن البلشفية الروسية هي أشهى ثمار الأدب الروسي الذي تقدمها ومهد لها، ووضع لها في قلوب الفقراء أسساً من الثورة والتبرم والاشمئزاز من الوسائل القيصرية العاتية في حكم الشعب، وهو ما نلحظه واضحاً تمام الوضوح في قصص دستوتفسكي وتولستوي وترجنيف وتشيخوف ومن إليهم من أعلام الكتاب الروسيين. . . وكان المظنون أيضاً أن فقيد روسيا العظيم جوركي سيقف حائلا بين الأدب وبين طغيان الحكومة التي حاولت إفساده بإخضاعه لنظمها واستخدامه للتبشير بين الجماهير، فلما شجر الخلاف بينه وبين رجال الثورة في إبانها استبشر المغرمون بالأدب الروسي خيراً، ولكنهم سرعان ما فوجئوا بعودة جوركي إلى روسيا وصلحه مع طغاتها، وصيرورته مبشراً بتعاليمهم، بل من أشد المتحمسين لهم، حتى خاب الظن، ووثق الجميع أن مجد الأدب الروسي قد انهار، وأنه ركد ركوداً لا أمل في انتعاشه منه قط. . . ولولا أن كان جوركي أديباً بطبعه، ولولا أن حياته امتدت في ظل البلشفية، لكانت نكبة الأدب الروسي بتعاليمها نكبة حاسمة، إلا أن هذا الرجل الذي لم تلهه حياة الفراغ والدعة قد ستر هذا النقص فيما جناه هذا النوع الفوضوي من الحكم على الأدب في روسيا، فلما مات خبا آخر قبس من هذه النار المقدسة التي ظلت أعواناً تؤجج قلوب الروسيين ومشاعرهم. . .