للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

نفح الطيب في طبعته الجديدة

بقلم محمد فهمي عبد اللطيف

همة مشكورة تلك التي يبذلها الدكتور أحمد فريد رفاعي في الحرص على تراثنا الأدبي الحافل، بإحياء عناصره، ونشر مصادره. وإذا كنا قد عرفنا هذه الهمة في نفس الأستاذ من قبل - رغبة وأملا - فأننا الآن نلمسها منه عملاً جليلاً وجهداً كبيراً يؤديه في نشر كتابي، معجم الأدباء، ونفح الطيب، في طبع متقن، وضبط كامل، وتقسيم واضح، وتصحيح دقيق، تقوم وزارة المعارف بمراجعة أصوله النهائية مبالغة في إجادته وحرصاً على إتقانه.

ولقد وقع لي (القسم) الأول من نفح الطيب، فرأيته كالعروس المجلوة تخطر في الثوب القشيب، فهو يغري بالقراءة إغراء، ويستحث على المضي في استجلائه وتأمله، فعاودت الكتاب بالنظر والتصفح، إذ كنت قد قرأته من قبل في طبعته الأولى، فقدرت عمل الدكتور النافع، وتملكني الإعجاب بذلك المجهود الذي بذله في إخراج هذا الكتاب الجليل، ولكن نشوة الإعجاب بالدكتور لا تمنعي من أن أنبه على بعض هنوات ما تحسبها إلا قد ندت عن الخاطر اليقظ، وخرجت عن الدقة البالغة.

فمن ذلك أنه وضع اسم الكتاب على الغلاف ناقصاً، فسماه نفح الطيب فحسب، والمؤلف قد سماه (نفح الطيب، من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب) وهذا الاسم هو الذي وضع على الطبعات السابقة، فكان على الأستاذ أن يثبته كاملاً للمحافظة على وضع المؤلف، ولأن ذكر لسان الدين هو الفكرة الداعية لتأليف الكتاب كما أوضح ذلك المقري في مقدمته.

ثم إن الأستاذ رأى أن يخرج الكتاب أقساماً تبلغ العشرين وأسمى القسم الأول منها بالجزء الأول، ومن المعلوم أن المؤلف قسم كتابه عند التأليف إلى أربعة أجزأء، ومسألة التقسيم مسألة اعتبارية، والدقة تقضي بالمحافظة على اعتبار المؤلف الذي أخرج الكتاب عليه؛ فكان الأنسب أن يقسم الناشر كل جزء إلى أقسام، فيقول مثلاً: القسم الأول من الجزء الأول، والقسم الثاني من الجزء الأول. . . وهكذا حتى ينتهي الجزء الأول، فيبتدئ تقسيماً جديداً للجزء الثاني.

<<  <  ج:
ص:  >  >>