- لا. لا. عفواً يا أماه! أنت لا تكذبين، ولكن ربما يكون كلامك سخرية بي!
- ولم أسخر بك يا بني؟
- الأولاد في المدرسة يغمزونني في أبي، وكلما حلفت لهم أن أبى أبوللو ضحكوا!
- دعهم يضحكوا يا فيتون. ماذا يضيرك؟
- يضيرني أنني لم يعد لي وجه أريق ماءه بينهم، لابد إذا كان أبوللو أبي أن ألقاه
- تلقى أبوللو؟
- ولم لا؟ أليس الأبناء يلقون آباءهم؟ فلم لا ألقى أبي؟ أأنا بدع من الناس؟
- لست بدعا، ولكن أبوللو في بلاد بعيدة. . . إنه في الهند!
- ولم لا أذهب إلى الهند لأرى أبي؟ صفى لي الطريق بحق الآلهة عليك يا أماه
- أذهب إلى الأرض التي تشرق من أفقها ذُكاء. فهناك ترى أباك
وذهب إلى الهند التي تقع في مشرق الشمس مباشرة؛ وكان عند شاطئ المحيط قصر باذخ منيف، لا يبلغ البصر مداه، ولا يدرك الطرف أوله ولا آخره. . . وكان مع ذاك قائماً على عماد رفيعة من ذهب ركبت فيها ماسات كبيرة ذات سناء وذات لآلاء. وكان سقفه العظيم المطعم بالعاج المصقول يلمع، ويكاد سناه يذهب بالأبصار؛ أما أبوابه فصيغت من الفضة الخالصة ونقشت فيها أبهى الرسوم؛ وافتنّ فلكان فصور فوق الجدران بالرسم البارز