ها أنذا منفردة هذا المساء أيضاً شأني في كثير من أمسية هذا العام، فأين راءول الآن يا ترى؟
لم أسأله هذا السؤال، لأني تعبت من كثرة الكذب المستمر السهل على لسانه، ومن تشابه الجواب دائما، وهو (إني ذاهب إلى النادي، بيد أنه ينبغي أن أكون مخلصة، ففي هذا اليوم وضع نفسه تحت تصرفي وعرض عليّ أن أصحبه إلى منزل أحد أصدقائنا حيث تمثل رواية (الضابط) الهزلية، ولكني علمت أن الآنسة (دي جيفيرني) ستمثل في هذه الرواية دور (الساذجة العصرية) وهذا النبأ سلبني كل رغبة في مشاهدتها. أما راءول، فهو لا ريب ذاهب إليها، وكذلك مدام ديلافو من غير شك. وفي هذه اللحظة هو بجانب إحداهما، وهو يلقي على صدريهما تلك النظرة التي هي مزيج من إعجاب وسخرية، والتي يلقيها دائما على النساء اللواتي يشتهين ولا يحترمهن، أما أنا ففي الوقت الذي كان يحبني فيه لم يكن يلقي عليّ مثل هذه النظرات الساخرة، ومع ذلك فلا ينبغي أن أفكر في شيء من هذا، إذ لديّ ما يعزيني وينسيني كل شيء، وهو طفلي العزيز، ولقد أذنت لمربيته الليلة في أن تتنزه، وإذاً، فأنا التي سألاحظه في سريره.
إن رينيه نائم الآن على ظهره، وهو يضغط شفتيه، ويزقزق من حين إلى آخر كالعصفور الصغير، فيجب ألا نوقظه، لأنه إذا استيقظ من نومه الأول لا يغفو إلا حين يجيء موعد نومه الثاني إذ أنه ينام بنظام وفي أوقات معينة.
إن مربيته تقول لي إن الناظرين إليه في الحديقة العامة يقدرون له أكثر من سنه، ولعلها