للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[منشأ عقيدة اليزيدية وتطورها]

للأستاذ سعيد الديوه جي

- ٢ -

٥ - كرسي المختار وتخت يزيد: ثار (المختار الثقفي) على الدولة الأموية باسم محمد بن الحنفية ليجعل لدعوته صبغة دينية وهي الدعوة لآل البيت، وأنكر ابن الحنفية أمره، ولكن (المختار) من دهاة ثقيف، فإنه لما وجد تثاقلاً من جيشه لحرب عبيد الله بن زياد أتى بكرسي وادعى أنه من مخلفات الإمام علي، وأنه بمنزلة التابوت في بني إسرائيل لا يحمله جيش إلا كتب له به النصر. فكساه بالديباج وسلمه إلى إبراهيم بن الأشتر قائد جيشه وانتصر الجيش على (ابن زياد) وقتله ودخل ابن الأشتر الموصل. فحركة المختار ظاهرها لآل البيت وحقيقتها دعوة باطلة له. ووضع اليزيدية مقابل هذا الكرسي تخت يزيد وهو من المشاهد المقدسة عندهم يجلس عليه أميرهم، وأمر التخت عندهم كأمر الكرسي عند أتباع المختار

٦ - وجاء في كتابهم المقدس: (مصحف رش) قصة طريفة تؤيد ما ذهبنا إليه، وهو عداؤهم لآل البيت وتأييدهم للحزب الأموي وهي: (ولنعد الآن إلى محمد بن الإسماعيليين فكان عنده خادم اسمه معاوية؛ فنظر الله إلى محمد فرآه لا يسلك باستقامة فأوجع رأسه. فقال محمد لمعاوية: تعال احلق رأسي لتعاطي معاوية التزيين، فأتى معاوية وحلق رأس محمد بخفة فجرحه وجرى منه دم كثير. فلما رأى معاوية الدم لحسه بلسانه خوفاً لئلا يقع على الأرض، فقال له محمد: ماذا صنعت يا معاوية؟ أجاب: إني لحسته بلساني خوفاً لئلا يقع على الأرض. فقال محمد: لقد أخطأت بذلك فإنك تجذب وراءك أمة عظيمة وتتخاصم مع أمتي فقال معاوية: لا أتزوج ولا أقع في العالم قط. ثم بعد زمان سلط الله على معاوية عقارب فلدغته ورشت سمها عليه. فلما رآه الأطباء جزموا عليه بالزواج وأتوه بامرأة يربى عمرها على الثمانين كي لا تحبل. فلما عرفها معاوية أصبحت في الغد ابنة خمسة عشرة سنة وذلك بقدرة الإله. فحبلت وولدت إلهنا الذي يسمى (يزيداً) وهذا قول صريح من كتابهم المقدس أنهم أعداء لآل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما نسب أمرائهم ينتهي إلى (يزيد بن معاوية) فلم يبق شك في أن أصل حركة اليزيدية كانت حركة لمناصرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>