للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الغابة المفجوعة]

للشاعر بودلير

(رسائل)

(الطبيعة هي معبد يضم دعائهم حية يخرج منها في بعض الاحيان كلمات مبهمة، يمر فيه الانسان بغابات من الرموز تنظر اليه نظرات أنيسة.

الطيوب والألوان والألحان تتجاوب كالاحداء الطويلة التي تمتزج بعيداً في وحدة عميقة مظلمة واسعة كالليل وكالضياء)

أزهار الشقاء

(بودلير)

بدَّل النهر هواه ... إذ تولاه الضجر

قال يا (سلمى) تعالَىْ ... أنا لا أهوى الشجر

قد مشى الجهم لديه ... مثلما يمشي القمر

ليس للنهر اختيار ... في الذي شاء القدر

هجر الطير مروعا ... عشه بين الغصون

صاحِ! هل تسمع في الغاب سوى همس الكون؟

وشكاوى طرحتها ... الآن عشاق البشر

عطلت فيها نجاوى ... كل طير وزهر

وشجيرات تعرّت ... بعد ذيَّاك البهاء

فهي لا ترجو حياة ... بعد موت الأصدقاء

لا عصافير تغنى ... لا ازاهير تفوزح

كل ما يلقاك منها ... جسد من غير روح

ايها المقسم عهد الحب ... ب في هذا المقام

احترم حزن ذويه ... وامض عنهم بسلام

بين أيدينا زهور ... قد مشى فيها الذبول

<<  <  ج:
ص:  >  >>