للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بلياس ومليزاند]

للفيلسوف البلجيكي موريس ماترلنك

ترجمة الدكتور حسن صادق

اركل - من القادم؟

جنفييف - انه بلياس وفي عينيه أثر البكاء.

اركل - هذا أنت يا بلياس؟ اقترب مني حتى أراك في النور.

بلياس - تسلمت يا جدي رسالة من صديقي مارسيللوس في الوقت الذي تسلمت فيه كتاب أخي. . . إن هذا الصديق العزيز علي يعاني ألم الاحتضار. وهو يستقدمني إليه ليراني قبل أن يفارق العاجلة. ويقول في رسالته إنه يعرف بالدقة اللحظة التي سيموت فيها، وأني أستطيع الوصول إليه قبل حلول تلك اللحظة إذا شئت. إني ذاهب إليه في الحال.

اركل - يجب عليك أن تنتظر قليلا، على الرغم من ذلك أننا لا ندري ماذا تعده لنا عودة أخيك. ثم هل نسيت أن أباك ملقى على فراشه في الغرفة التي فوقنا، وقد شفه الداء وبراه السقم؟ أليس من الجائز أن يكون أشد مرضا من صديقك؟ ومن أولى برعايتك وعطفك، الوالد أم الصديق؟ (يخرج)

جنفييف - لا تنس أن تشعل المصباح الليلة يا بلياس (يخرجان متفرقين).

المنظر الثالث

(أمام القصر. تدخل جنفييف ومليزاند)

مليزاند - ما هذا السكون المعتم الذي يخيم على الرياض؟ انه يدخل على النفس الرهبة والاكتئاب! وما هذه الغابات الكثيفة الجاثمة حول القصر؟!

جنفييف - لما وطئت هذا المكان أثار هذا المنظر العجب في نفسي وأخذ منها مأخذا شديدا. انه رائع مخوف يغرق كل من رآه في التأمل العميق. توجد أمكنة لا يرى الإنسان فيها نور الشمس ولا ضوء القمر، فإذا ما طال مقامه بها ألفها واطمأن إليها. . . قضيت في هذا القصر الموحش أربعين عاما أو تزيد قليلا. . . لو نظرت إلى الناحية الاخرى لرأيت نورا ينبعث من ماء البحر.

مليزاند - أسمع حركة قريبة منا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>