هذه هي فرنسا. . أم الحرية. . كما يقول العبيد الكثيرون المنتشرون في مصر والشرق العربي!
هذه هي فرمسا بلا تزويق ولا دعايات براقة. فرنسا كما تصفها أعمالها، لا كما تصفها الأقلام الخائنة، والألسنة الخادعة، أقلام العبيد، وألسنة العبيد، المنتشرين في مصر والشرق العربي!
هذه هي فرنسا. . عصابة من قطاع الطرق. . عصابة متبربرة متوحشة، تترصد للزعماء السياسيين فتقتلهم غيلة وغدرا، وتمثل بجثثهم في نذالة وخسة. . ثم تقف لتتبجح على ملأٍ من الدنيا كلها، لأن هذه الجرائم مسألة داخلية لا يجوز أن يسألها أحد عنها!
هذه هي فرنسا تقف كاللبؤة، فمها يقطر من دم الزعيم البطل (فرحات حشاد)، والدنيا كلها ترقبها وهي تلغ في الدم ولكنها لا تخجل، لأن فرنسا (الحرة!) قد ضيعت دم الحياء، وهي تلغ في دم الشهداء!
هذه هي فرنسا التي تهجد بذكراها، وسبح بحمدها وصلى، رجال ممن يقال عنهم أو عن بعضهم إنهم من قادة الفكر.
ومنذ قرن وربع قرن؛ وفرنسا تمثل مسرحيتها الوحشية هذه على مسرح الشمال الأفريقي، منذ احتلالها للجزائر في عام ١٨٣٠. وفي خلال تمثيل هذه المسرحية البشعة كان العبيد ينشدون نشيدهم الدائم باسم فرنسا. فرنسا حامية الحرية.
وفرنسا تكرم هؤلاء العبيد الذين يخدعون شعوبهم، ويخونون أوطانهم، ويخدرون جماهيرهم، ويمسحون عن فم فرنسا القذر آثار الدماء. . ومن العجيب أننا نحن أيضاً كنا نكرمهم كلما كرمتهم فرنسا؛ ونرفع أقدارهم كلما رفعتها فرنسا، وتهيئ لهم المناصب والمراكز، التي تمكنهم من خدمة أمهم فرنسا!
ونبحث اليوم عن هؤلاء العبيد. من قادة الفكر، نبحث عنهم ليقولوا كلمة واحدة عن الجريمة الوحشية الجديدة، فلا نجد لهم أثرا. لا يثور ضمير واحد منهم فيقول كلمة. ولا يرتعش قلب واحد منهم أمام الجثة المشوهة العالم. جثة البطل الذي جبنت فرنسا عن