للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في الأدب الشرقي]

جحا في الأدب الفارسي

للدكتور عبد الوهاب عزام

قال في لسان العرب: (وجحا أسم رجل) وقال في القاموس: (وجحا لقب أبي الغصن دجين بن ثابت) وقال شمس الدين بك في قاموس الأعلام: (هو من قبيلة فزارة، يضرب به المثل في الحمق، وكان في الكوفة إبان ثورة أبى مسلم الخراساني. وجحا الرومي كناية عن خواجة نصر الدين).

وقد ذكر ابن النديم في الفهرست كتاب نوادر جحا.

وأما جحا الرومي أو خواجة نصر الدين فيرو أنه كان معاصر حاجي بكتاش، ويقال انه عاش في عصر السلاجقة. وتحكى عنه نوادر كثيرة في التركية كنوادر جحا في العربية. وفي جوار آقشهر مكان غير مسور وله باب عليه قفل كبير يقال انه قبر نصر الدين.

وقد شاعت نوادر جحا في مصر وأفريقيا الشمالية كلها كما شاعت نوادر نصر الدين في تركيا. ونقلت نوادر الرجلين إلى شرقي أوربا وجنوبيها. ففي صقلية وبلاد أخرى حرف أسم جحا إلى جوفا أو وفي بلاد اليونان والصرب ورومانيا حرف أسم نصر الدين خواجة إلى

ولا حاجة إلى الكلام عن نوادر جحا ونصر الدين خواجه في العربية والتركية فهي معروفة ومطبوعة في مصر.

بعض هذه النوادر مروي في الأدب الفارسي في لطائف عبيد الزاكاني الشاعر المعروف، ولكنها لا تنسب إلى جحا، ولا يستطيع من يعرف الزاكاني ولطائفه أن يذكر أسمه دون أن يمتع القارئ ببعض حكاياته:

ذهب رجل من قزوين في جيش لغزو جماعة من الإسماعيلية وكان مع الرجل ترس كبير. فلما قارب قلاع العدو أصاب رأسه حجر فغضب وانصرف. فقال بعض أصحابه: ما خطبك؟ قال يا أخي أنا لا أحارب قوما عميا. كيف يرمون رأسي بالحجر وفي يدي هذا الترس الكبير؟!

وأخرى من لطائف الزاكاني: أن رجلا شاهد آخر يؤذن وهو يجري. قال: ما شأنك؟ قال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>