يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم
والحق أن مسالة العبيد تزداد تعقيدا كلما تقدمت الأيام؛ ولكن ابراهام لم يكن الرجل الذي يضل السبيل إذا تعقدت من حوله مسالكها. رأى بنافذ بصيرته أن السماح بانتشار العبيد وراء الحد الفاصل معناه سيادة أهل الجنوب وبقاء نظام العبيد إلى أمد بعيد؛ ورأى كذلك أن الدعوة إلى التحرير تؤدي لا محالة إذا اشتدت إلى انسحاب أهل الجنوب من الاتحاد فينهار البناء، وتعصف بالوحدة القومية الأنواء. إذا فليتنظر وليحذر وليترقب ما تأتى به الأيام. . .
انصرف دوجلاس ولكنه قبل أن ينصرف أبى إلا أن يأتي ما يدل على طبعه، فلقد نقض العهد وألقى بعد يومين خطاباً جديداً حاول فيه أن يدافع عن آرائه، ولم يستطع لنكو لن إلا أن يظل عند كلمته، فأبى أن يتكلم وقد جعل بينه وبين خصمه ميثاقاً أن يقطعا حبل الجدل.
ولقد كان لانتصار لنكو لن على دوجلاس العظيم ذلك السياسي الملحوظ المكانة اثر بعيد في حياة ابن الغابة قاطع الأخشاب بالأمس وعامل البريد، وفتى الحانوت البائس الفقير؛ ذلك انه ازداد ثقة بنفسه فاخذ يشتد طموحه ويمتد بصره؛ وازدادت كذلك ثقة الناس فيه واشتد إعجابهم به واطمئنانهم إلى مقدرته وجدارته.
ولذلك نراه يخطو خطوة جديدة في مضمار السياسة فيطمع أن ينتخب عضوا لمجلس الشيوخ ويأمل بذلك أن يعود إلى وشنجطون. وهل كان يرى نفسه دون دوجلاس مقدرة ومكانة وهو قاهره على أعين الناس في أمر له عند الناس خطره؟ ولقد انتخب أول الأمر