المكتبة العربية قديمة في تاريخ الأمة العربية، ومتى وجد الكتاب وجدت المكتبة. فالمكتبة مجموعة من الكتب يضم بعضها إلى بعض، ويتكون من مجموعها ما يسمى (بيت الحكمة) في العصر العباسي، و (خزانة الكتب) في العصر الفاطمي، و (دار الكتب) أو (المكتبة) في العصر الحديث.
وفي العصر الأموي نجد ذكراً لخزائن الكتب التي أخرج منها الخليفة عمر بن عبد العزيز كناش هرون. ولعل تلك الخزائن هي النواة الأولى للمكتبة العربية الإسلامية
اشتهرت بغداد في عصر نهضتها العلمية بدار كتب عظيمة يعرفها المؤرخون باسم (بيت الحكمة) ويسميها وزير المعارف علي باشا مبارك في كتابه (علم الدين)(دار الحكمة)، ويروي في هذا الكتاب الشائق كيفية استجلاب الكتب من خزائن الروم بعد امتناع ملك من إنفاذ ما اختاره المأمون من نفائسها. فأنفذ المأمون جماعة منهم: الحجاج بن مطر، والبطريق، ويوحنا بن ماسويه
وكانت تلك الدار أشبه بمباءة للعلم يجلس فيها المؤلفون والمترجمون والنساخون والمطالعون. وكان للفرس مشاركة طيبة في نهضة دار الحكمة المأمونية، كما كان خدمتها والمترددون عليها من الفرس وأكثرهم من الشعوبية الذين يكرهون العرب، مثل علان الشعوبي النسابة الذي ألف كتاباً في مثالب العرب وعسى أستاذنا الجليل إسعاف النشاشيبي يدلنا على نسخة من هذا الكتاب يغنينا عن مثالبه هو للعرب في مقالاته عن حكاية الوفود الكسروية التي يستكثرها على آبائه الأكرمين. . .!
ومن دور الكتب الشهيرة في الشرق مكتبة الأمير نوح ابن منصور الساماني صاحب خراسان وأمير بخارى. وكان الوزير أبو علي الشهير بابن سينا قد برع في علم الطب، فذكر عند الأمير نوح، وكان قد مرض فأحضره وعالجه حتى برئ واتصل به ودخل إلى دار كتبه، وكانت عديمة المثل، فيها من كل فن من الكتب المشهورة بأيدي الناس وغيرها ما لا يوجد في سواها ولا سمع باسمه. فظل ابن سينا فيها يكتب من علم الأوائل