تأليف: الأستاذ يوسف السباعي إخراج: فتوح بشاطي تمثيل:
الفرقة المصرية
للأستاذ علي متولي صلاح
الإنسان - منذ كان - يتقلب بين الفرح والترح، وتعتوره السراء والضراء، وللجد عنده - كما يقول الشاعر - أوقات وللهزل مثلها، وحياة موزعة بين هذين الأمرين، ولن يستقيم لإنسان - مهما كانت الظروف التي تشتمله وتحيط به - واحد منهما دون الآخر.
ولما كان المسرح - كما هو معلوم - صورة من الحياة وتعبيراً عنها وتفسيراً لها، تعطيه الحياة فيأخذ، وتمده بالصورة فيعبر، كان - هو الآخر - متقلبا بين الفرح والترح، والسراء والضراء. . . ومنذ الأزمان السحيقة كان إلى جانب (التراجيديات) الفاجعة (كوميديات) هازلة ضاحكة، وقد عرفها اليونان الأقدمون وكان لها فيهم شعراء أعلام ما زال المؤلفون ينهلون منهم حتى اليوم، مثل (أرستوفان)، (فيلامون)، (ميناندر).
وقد عرفت الكوميديات الهزلية في مصر منذ أمد ليس بالقصير، وكان لها مسارح خاصة، وممثلون يقومون بأدائها ولا يشاركون في أداء غيرها، وكتاب يكتبون لها ويكادون يقتصرون عليها.
وليس شيء أكثر ذهابا في الضلالة عندي من الرأي الذي ينادي بأن تقصر العناية على الجوانب الجادة في حياة الناس دون الجوانب الهازلة الضاحكة. إن ذلك خطر يجب أن يتنبه إليه المسئولون، فالسم أكثر ما يكون خفاء عندما يندس في العسل، والنفوس يستهويها النكتة وتأخذها الكلمة الضاحكة فتتسرب خلالها الحكمة والموعظة في لطف ويسر وخفاء لا يكون في الكلمات الجادة الصارمة! والمسرحية التي جعلناها موضوع حديثنا اليوم من المسرحيات الكوميدية التي تعرض على الناس هذه الأيام، وأعني بها المسرحية المسماة (أم رتيبة).
وهي تقوم على قصة أخوين: رجل وامرأة، أما الرجل فقد كان يشتغل مدرساً للخط العربي