قال: نعمة ساقها الله إليك، إن أنت أضعتها يوشك ألا تلقي مثلها يد الدهر
قلت: فاذكر لي ما هي، فأني أرجو ألا أضيعها
قال: أتعرف (السوالم)؟
قلت: نعم، جمع تكسير. . .
قال: ولا والله ما هم بجمع تكسير، إنهم أكرم من ذاك، هم والله جمع مبارك
قلت: إنما أردت الكلمة. . .
قال: كلمة ماذا؟ إنها قبيلة كانت متوارية في رملة من رمال (عالج) لا يدري بها أحد ولم يكشفها إلا حكم الإمام عبد العزيز أطال الله عمره، فعرفها العرب وعرفوا فيها العربية المبراة من العجمة، والبلاغة التي ما وراءها بلاغة، والنبرة الصافية التي إن سمعتها فإنما سمعت كلام سحبان، أو خالد بن صفوان. . .
قلت: ولكن ما أبعدك يا رملة عالج!
قال: بل ما أدناك يا شارع الحلبوني، ألا تعرف دار الباشا؟ قلت: القنصلية السعودية؟
قال: بارك الله فيك. إن شيخ السوالم نازل فيها وقد هبط دمشق ليلة دمشق، وهو أول (سالي) يهبطها بعد إذ فارقتها قبيلته قلت: متى فارقوها؟
قال: صبيحة الفتنة التي قتل فيها الوليد بن يزيد، الملك المظلوم الذي عبث خصومة بتاريخه، فقولوه ما لم يقل، ونسوا إليه ما لم يفعل، وروى هذا العبث مؤرخون هواهم عليه وميلهم مع أعدائه. . . وأدباء محاضرون لا يبالون ما يروون
قلت: إنك لنذكر تاريخاً قديماً!. . .
قال: هو ما قلت لك. غير أن (الشيخ) لا يحب أن يلقي أحداً، وقد حذروه قوماً يقال لهم