بدءوا يستعدون للموسم التمثيلي الجديد، وسيكون موسماً بإذن الله، وستكون بدايته حافلة ببعض الروائع التي طال اشتياقنا إلى أمثالها. فأم كلثوم تعرض في هذا الأسبوع (دنانير)، وهي أوبريت موسيقية ساهم في تلحينها كل من: زكريا أحمد، ومحمد القصبجي، ورياض السنباطي. والفرقة القومية تعرض هذا الأسبوع أيضاً (يوم القيامة)، وهي أوبريت كتلك، انفرد بتلحينها زكريا أحمد، ووضع أزجالها بيرم التونسي، وأخرجها عمر جميعي. وملك تعرض هي أيضاً في هذا الأسبوع مسرحية بدوية زجلية لبيرم التونسي، لحنت هي أغانيها وأناشيدها. ونجيب الريحاني مشغول في هذه الأيام بإعداد روايته الجديدة التي يظن أنه سيستطيع أن يفرغ منها في هذه الأيام ليبدأ العمل بها في رمضان، والتي أظن أنا أنها ستتعطل بين يديه قليلاً أو كثيراً حتى يتم له إخراجها على النحو الذي يرضيه هو تدقيقاً وتنميقاً. ويوسف وهبي قد أعلن عن المسرح الجديد الذي سيحتله هذا العام، وإن لم يكن قد أعلن عن روايته الجديدة؛ ولكن يوسف مضمون من حيث محافظته على المواعيد، فهو يستطيع أن يؤلف رواية في يوم وأن يخرجها في يوم، وأن يطالع بها الجمهور في اليوم الثالث، وهو واثق من أن الجمهور سيرضى بها وسيرضى عنه. . .
وقد خطر لي أن أقوم في هذا الأسبوع بجولة (بين الكواليس)، لأرى كيف يهيئ هؤلاء الفنانون عملهم، فرأيت، وكما رأيت تذكرت حوادث قد يلذ للقراء أن يطالعوها:
اضربني يا علام. . .
كان على الأستاذ جورج أبيض أن ينطلق إلى المسرح ساخطاً هائجاً في موقف من مواقف (عطيل) أو (لويس) لا أذكر. . . وراح الأستاذ جورج يهيج نفسه ويثير فيها ألواناً من الغضب الصناعي يستعين به على الاندماج في الدور، ولكن نفسه كانت في هذه الساعة مملوءة حلماً ووداعة، فلم تتح له شيئاً من الهياج والغضب اللذين كان يطلبهما. . . فحزن،