للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

لإسلام الفن وإسلامنا:

فلنغير ما بأنفسنا

للأستاذ عزيز أحمد فهمي

قواعد الإسلام هي:

١ - الشهادة بأن لا أله. . . إلا الله وحده. . . وحده لا شريك له في أي ناحية من نواحي ألوهيته، ومنها تفرده بالخلق فهو واهب الحياة، وواهب الرزق، وواهب الراحة في الحياة، وفي الموت، وفيما بعده. ومنها تفرده بالحكم حكم فلا حكم إلا لقضائه وأمره وشرعه. . . هي الشهادة بالله. وأظن أنه لا جدال في الله

٢ - الشهادة بأن محمداً رسول الله. . . وهذه قضية تقوم على ركنين: أولهما أن محمداً رسول، وثانيهما أنه رسول الله. أما أنه رسول فحياته كلها تشهد بذلك، فقد كان صاحب فكرة خاصة محدودة تسلطت عليه منذ يقظته إلى الكون وانتباهه إلى نفسه، فلم يخرج عن حدود فكرته هذه لا في عمل ولا في قول، ولا في جد ولا في هزل. حتى لقد كان يمزح فلا يقول إلا حقا. وقد بدأ انطلاقه في اتجاهه هذا منذ طفولته المبكرة فعرف فيه الناس طفلاً (الصادق الأمين) وليس للأطفال جرائم ولا زلات إلا الكذب وإغفال العهد فمن لم يقترفها منهم كان الطفل الطاهر، محمداً. ما أروع أسمه!

هو إذن رسول فكرته. . . فأية فكرة كانت فكرته؟ كانت الحق، وكانت الفطرة. والحق هو الله. . . والفطرة هي الطبيعة التي أوجدها الله، ومن قوانين هذه الطبيعة التطور والارتقاء بالمادة والروح

فهو إذن رسول الله، لا رسول الشيطان، ولا رسول فكرة أخرى آثمة بعثتها نزعة من نزعات نفس متعجلة. . . فمن محمد؟ إنه بشر لم يخرج على طبع البشر. فهل من طبع البشر أن يستطيع الاتصال بالله؟. . . إنه يستطيع لو كانت في نفسه مؤهلات محمد ومواهبه ثم جاهدها جهاد محمد. فإذا لم يستطيع فليشابهه قليلاً أو كثيراً حسبما يستطيع، ومن كان كعمر فهو خير ممن كان كزفر

<<  <  ج:
ص:  >  >>