قراء (الرسالة) يذكرون القصة العذرية المنقولة عن اللغة الكردية بقلم الأستاذ عبد المسيح وزير، والذين زاروا بغداد يذكرون أنهم رأوا في هذا الرجل حلاوة الدعابة، ولطف الذوق وكرم النفس، فمن العزيز علي أن أتلقى من أحد أدباء كربلاء خطاباً أعرف به أنه مات، وأن الجرائد العراقية لم توفه حقه من الرثاء، وهو يدعوني إلى نعيه بمجلة الرسالة، رعاية لحقوق الأخوة الأدبية بين مصر والعراق
كنت أتمنى أن أسمع عن الأستاذ عبد المسيح وزير خبراً غير هذا الخبر الأليم، فقد كان من أعز أصدقائي، ولعله كان لجميع من عرفوه خير صاحب وأعز صديق
كان عبد المسيح وزير تحفة أدبية، وكانت نفسه على جانب من الصفاء، ولهذا اهتم اهتماماً عظيماً بآثار طاغور، فأوحى إلى مريديه معنى الإعجاب بشاعر الهند، كما تشهد المجموعة التي نشرها الأستاذ فخري شهاب السعيدي، وهي أوفى ما نقل من آثار طاغور إلى اللغة العربية
وقد اشترك عبد المسيح وزير في نقل مصطلحات الجيش في اللغة التركية إلى اللغة العربية، كما حدثني يوم شهدنا مباراة الطيران في بغداد
من العزيز علي أن أفجع بموت صاحب لم أجد منه غير الجميل ولم تكن اللحظات التي قضيتها في صحبته غير أقباس من الصفاء
وأنا بعد هذا أستبعد سكوت الجرائد العراقية عن رثاءه، كما جاء في الخطاب الوارد من كربلاء، فمن المؤكد أن محنة الجرائد بغلاء الورق وضيق الصفحات هي المسئولة عن هذا العقوق
أما بعد، فهذه كلمة وجيزة نؤدي بها واجب التوديع لأديب عرفناه فأحببناه، وستلوح فرصة ثانية نتحدث بها عنه بإسهاب. . . وسلام عليه، وعلى روحه اللطيف.