لم تكن هناك فروق تميز أهل البيت من بني العباس وبني علىّ، حتى وقت قيام الدولة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان الذي جمع في يده سلطة قوية وحوّل الخلافة من بساطتها وديمقراطيتها إلى نوع من الأرستقراطية المتعجرفة المتعصبة، لذلك أطلق العلويون على أنفسهم لقب الشيعة وعُرف أعداؤهم باسم بني أمية. أما أسم أهل السنة فلم يكن له وجود ولم يظهر إلا بعد قيام الدولة العباسية. وبالرغم من أن العباسيين لم يكونوا قد طالبوا بالخلافة لأنفسهم أيام الخلفاء الراشدين إلا أنه أثناء قيام الدولة الأموية في أواخر عهدها التجئوا إلى الدعوة للرضا من آل محمد، أي من يقع عليه اختيار آل البيت يصير هو الخليفة. وقد وجدت هذه الدعوة أذناً صاغية وقبولا من الشيعة، وذلك لأنهم كانوا يأملون أن تؤول الدعوة إلى بني علىّ، وذلك لأن علياً كان أفضل من العباس باعتراف معظم أهل البيت لأنه زوج بنت رسول الله ولسيرته وسبقه في الإسلام. أما العباسفلم تكن له سابقة ولا سيرة. . . ثم بجانب هذا لم يكن العباس ولا ابنه عبد الله قد طالبوا بالخلافة. . . ولكن لما نجحت الدعوة التي بشر بها أبو مسلم الخرساني في خراسان، وانتهت بقلب الخلافة الأموية والإجهاز عليها في موقعة الزاب حولوا الخلافة لأنفسهم وأقصوا الشيعة عنها وادعوا أن العم أحق بالخلافة من ابن العم، ولذلك كانوا يرون أي فتق يجئ من غير ناحية العلويين سهل الرتق. أما هؤلاء أبناء عليّ فهم الخصم الألد الذي يخاف جانبه ويُخشى بأسه، ولذلك طاردوهم، وشردوهم، وضيقوا عليهم الخناق.
إزاء هذا التعنت الذي ضاقوا به ذرعاً أخذ العلويون من أبناء فاطمة يدعون لأنفسهم سراً؛ ليستردوا هذا الحق المغصوب ويقضوا على هؤلاء الذين أقصوهم عن حقهم الشرعي في الخلافة، فلما ضاقت بهم وبدعوتهم أرض المشرق اتجهوا للمغرب حيث كان مركز الخلافة ضعيفاً، ونجحوا في تأسيس دولة هناك، وكان هذا مبدأ الاحتكاك الفعلي بينهم وبين العباسيين، وأول ضربة توجه للخلافة العباسية في جزء من أملاكها في أفريقيا من أبناء فاطمة بالذات. . ولن تكون الضربة الأخيرة. . .!! لأن غرضهم الأساسي كان القضاء على الخلافة العباسية التي اغتصبت ملكهم وشردتهم وطاردتهم. هذا فضلا عن رغبتهم في