مسألة النساء في حياة الرجال مسألة معروفة، من الإملال وفضول الكلام أن نتخذ منها مقدمة لهذا الحديث الذي نريد أن نسوقه في هذه الكلمة. وهو حديث عن السيدة الجليلة قرينة عميد الأدب والأدباء معالي الدكتور طه حسين باشا
كثيراً ما جال بفكري أمر هذه السيدة، من حيث أثرها في حياة طه حسين وفي أدبه. لقد تحدثت إلى مراسل لمجلة (آخر ساعة) في باريس، فصاغ من حديثها موضوعا ضمنه ما أفضت به إليه من معلومات تتعلق بالحياة العامة للزوجين الكبيرين، وهي معلومات نعرف بعضها ويسرنا أن نقرأ ما لم نكن نعلمه منها
إن قرينة العميد شريكة حياة مثالية، فهي شريكته المهيأة له أسباب الراحة والاطمئنان في حياته الخاصة، وهي شريكته المشاركة له في آلام نفسه وأمانيها. فقد كانت خير معين له في فترات شديدة من حياته، إذ كانت خير معين له في فترات شديدة من حياته، إذ كانت تحاول دائما أن تثبت فيه الصبر والشجاعة، وتربت إحساسه المرهف، فيمر بالشدائد كريما جلداً ظافرا. وأستطيع أن أقول - على ما ألمح من بعيد - إنها تدفعه إلى المجد، وأن ما تدفعه إليه قد جنت منه البلاد ولا تزال تجني أطيب الثمرات. جاء في حديث (آخر ساعة) ما يلي:
(ولطه حسين وزوجته ذوق واحد في كيفية قضاء أوقات فراغهما، فهما يفضلان الموسيقى أو المطالعة إذا لم يكونا مرتبطين بموعد لقضاء سهرة. وهما يحملان معهما أسطواناتهما الكلاسيكية المفضلة في جميع أسفارهما لأنهما يشعران براحة تامة في الاستماع إليها عندما يكونان وحيدين)
وهذا جانب لا يستهان به في الحياة الزوجية، وهو التعاون على قضاء وقت الفراغ فيما يمتع ويفيد، فيذهب ما مضى من عناء وينبعث النشاط لما يأتي من أعمال. وإذا كان الرجل العادي يستريح إلى زوجته التي تعد له ما يشتهي من أطباق، فإن من أسباب السعادة التي يستشعرها مفكر ذو إحساس مرهف، زوجة تهيأ له ما يحب من غذاء العقل والروح. ومما