ولقد حمل إليهم الإسلام أيضاً نظام الحكم الديموقراطي. ذلك أن نظام الإدارة في الإسلام نظام ديموقراطي - لا فارق بين رجال الدين وعامة الشعب - فرئيس المقاطعة هناك هو الليمان (ويبدو لي أنها محرفة عن لفظة الإمام بالعربية) ويختار من بين أفراد الشعب، وكل الصفات التي يراعيها الناس أثناء انتخابه هي أن يكون على خلق طيب وأن يكون ملماً بالقرآن إلماما ًَلا بأس به. ومن وظيفته أن يؤم الناس في الصلاة. وليس هناك نظام مركزي يوحد بين هؤلاء الليمانز فكل منهم مستقل في إدارته. ويزود الليمان هو والمالم (وأرجح أن أصلها معلم، فوظيفته تعليم الناس ولابد أن يكون على علم ولو قليلاً بالقرآن) بما يقدمه الناس لهم من عطايا عن طيبة خاطر. ومهمة هؤلاء المعلمين تعليم الصغار؛ غير أن أكثر اعتمادهم في الكسب على التمائم التي يقدمونها للناس. والمعلمون كذلك أطباء يستخرجون الأدوية من جذوع الشجر وأوراقه. ومعظمهم طفيليون على المجتمع، بل إن بعضهم يستخدم تلامذته لسؤال الناس. وكثير منهم ممن ذهبوا إلى مكة وحجوا البيت الحرام يشاع تقديسهم؛ وهم يستغلون هذه الإشاعات الخيالية طول المدة الباقية من حياتهم. ولكننا برغم هذا لا نعدم أن نجد بين هؤلاء المعلمين من يحيا حياة كلها تقوى وورع وسعي لنشر العلم. وفي معظم الولايات الإسلامية تقام الصلاة كل يوم كما يحتفل المسلون بعيدي الفطر والأضحى إذ يسمونهما & أي العيد الأصغر والعيد الأكبر
المذاهب الدينية
ويعتبر سلطان سكوتو الرئيس الروحي لجميع مسلمي السودان الأوسط حيث يسمونه ولقد امتد نفوذه في أوائل هذا القرن حتى شمل تمبكتو غرباً وأجادز شمالاً (ولكن هذا النفوذ لم يشمل بورنو حيث يتمتع الشيهو بمركز ديني يضاهي مركز سلطان سكوتو)