نبدـ بالتعريف - حضرتها قردة، مخلوقة من مخلوقات الله ولا تحقير لخلقه، ولدت في ليلة اسودّ أديمها بمقدار ما ابيضّ نجمها، وغاب نحسها وتراجع بؤسها، على حين حضر نعيمها وأقبلت بركتها، ليلة من تلك الليالي الاستوائية الجميلة في دَغَل من أدغال الكمرون الفرنسية على الشاطئ الغربي من القارة الأفريقية، وأصبح فتحت عينيها ترى وضح النهر لأول مرة، وأدبر النهار عن ليل ازدهرت نجومه فرفعت عينيها إلى
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في السنة الثالثة. وكانت وهي طفلة تحتضن كل من تلققى من معارفها، أما الآن فهي ترغب عن ذلك كثيراً وتطلب الاستقلال وتود أنت تسير وحدها وتتفقد ما حولها بنفسها، وتختبر الأشياء بيدها وعينها، الا أن هواها لا يستقر طويلاً على شيء واحد. وقد استقام عوده واعتدل قَوامها وزادت خُطاها ثباتاً واتزاناً. وكان شعرها يطول إلى جانبي رأسها حتى ليهبط دون ذقنها، أما الآن فقد قصر قصراً كبيراً. وكان جلد يديها ورجليها ووجهها قائماً فأخذ يتبقع بالسواد، وكانت صورتها الشمسية تخرج بيضاء وهي تخرج اليوم سوداء.
ومهما كان التغير في جسمها كبيراً فان التغير في عقلها وادراكها اكبر، فهي تستطيع الآن ان تسلي أصدقاءها بما تصنع، وتحبسهم الساعة والساعتين وهم مغتبطون؛ وهي كذلفك مغتبطة، كأنها تحس أنها بذلك تقيم الدليل على ان معشر الشمبازي لهم من الفطرة والذكاء حظ لا يقصِّر كثيراً عن حظ الانسان منهما.
كانت في أفريقيا لا تعرف القيد، ولكن بارتحالها عن تلك الأراضي الواسعة الطلقة، وبنزولها في باحة المدنية كثيرة الحدود، كثيرة الفروض، كثيرة القيود أصبح لابد من القيد.