عمل (المظللون) بالقول الأوربي المشهور الملعون: (المأرب يبرئ الذريعة) فأشاعوا مشاعهم، وطبعوا في (كتابهم) مكذوبهم: (هاشم العربي الشيخ اليازجي) مسيئين إلى صاحب (الضياء) في حياته ومماته. وقد صدَّق الناس من بعد ما رأوا الكلام فربتهم. وهأنذا أصدع اليوم بالحق معلناً في (رسالة الإسلام والعربية) براءة اليازجي مما قذف به. ومعي برهانان دامغان؛ فقل للضالين المضلين أصحاب الكتاب المزور وذوي الكذب السخت (قل: هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين).
البرهان الأول
كانت تلكم الإشاعة، ونشر المضللون قطعة من (مكتوبهم) في مجلتهم التضليلية. فكتب حجة الإسلام الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله في (مناره) عجلان غير مستأن ولا متثبت - هذه الجملة:(نشرت مجلة البروتستنت المصرية نبذة في الطعن في القرآن نقلها عن كتاب لهم يقال: أن للشيخ إبراهيم اليازجي يداً في تصحيحه أو تأليفه أو ترجمته والزيادة فيه) وقد حدا الإمام على التسرع بما كتب غضبه الغضوب للدين، ومزاج كريم يشتعل بأدنى قدح. . .
فلما أطلع صاحب (الضياء) على الذي في (المنار) هاج أيما هيج بل كاد يجن؛ إذ فحواه عنده أنه عسيف من العسفاء عند (المبشرين) و (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها) وأنه يجهل العربية - وما يعرف منها هو رأس ماله في الحياة - وأنه عدو للمسلمين - وهنا الخطب المهم - فسارع إلى إذاعة كلمة في (ضيائه) قال فيها: (وقفنا نقلب الطرف في هذا الكلام ونحن نستحضر ما كر علينا من سوالف الأيام، ونتمثل ما مر بنا من غرائب الأحلام، لعلنا نتذكر في أي عهد كنا من المناقشين في العقائد الدينية، وفي أي زمن كنا نؤلف الكتب في الطعن على الأسفار السماوية. ومتى كنا نتعاطى حرفة التبشير بالأديان، وأي ثمرة لنا في