إن يكن قد أصاب الطرواديين قَر {حٌ فقد أصاب الهيلانيين قَرحٌ مثله.
ذلك أنه ما كاد يغادر نيتيوما حومة الوغى، صادعاً بأمر الإله الأكبر، حتى أفاق الطرواديون وأحلافهم، كما أفاق الهيلانيون من قبل حين غادر الحومة مارس وزبانيته.
أفاق الطرواديون إذن، وصحا زيوس من رُقْية حيرا، فأقسم إلا أن تدور الدائرة على جنودها من شانئ أخيل، وإلا أن يحيق بهم مكر هذا السحر ملأ جفنيه، وغلّق سمعيه، وأطلق أيديهم في أبناء طروادة يضربون منهم كل عنق كريم وكل بنان!!
وما هي إلا أن لم الطرواديون شعثهم، ورتقوا فتقهم، حتى استطاعوا أن يعيدوا الزحف، ويأخذوا أعدائهم المزهوين بنشوة النصر، على غرة منهم؛ ويطّلع سيد الأولمب من ذروة جبل إيدا فيمكن لهم من أبناء هيلاس، ثم يسلط عليهم صواعقه، ويفتح عليهم السماء فتمطرهم بعذاب واقع، ليس له من دونه دافع، إلا أن يُثأر لابن ذيتيس، حبيبة القلب. . . ومنية النفس!
وفزع أوليسيز إلى رمحه. . .
وأجاممنون إلى سيفه. . .
وديوميد إلى صَعْدته. . .
وأجاكس إلى جُرازه. . .
وفزع الجنود إلى أسلحتهم يشحذونها، وإلى دروعهم يلبسونها، وإلى الجياد الصافنات يمتطون صهواتها. . . . وإلى الواقعة فيخوضون خُبارها، ويثيرون عجاجتها. . .
ولكن!. . . بلا جدوى. . .!
فلقد طوردوا حتى بلغوا سيف البحر؛ وضُيّق عليهم حتى نظروا إلى الهزيمة تأخذهم من