الإسلام الصحيح هو آخر كتاب عني بتأليفه أديب فلسطين السيد إسعاف النشاشيبي على أسلوب طريف في الوضع، استكثر له من المادة، راجعاً في استقائها إلى الأمهات المعتبرة في الأكثر، مستخدماً الخطابيات للتأثير في ذهن السامع وقلبه، ولكن خطابياته مدعومة بالنص المقبول والشاهد والمثل، وتتخللها أنواع من البلاغات، وفصح وشوارد من اللغة يحاول الأديب احياءها، يعرضها على القارئ في خلال كلامه شارحاً لها في أسفل الصفحة
وموضع هذا التأليف يدور على مسائل: منها أن صاحبه يدعوا إلى الأخذ بالقرآن، ويهيب بفرق الإسلام إلى الالتفاف حول رايته الجامعة، وتكلم على الوهابية والزيدية وبين منشأهما وعلى الإمامة، وأثبت من كتب الثقات أن عترة النبي هم أسرته وأن جماعة النبي إنما هم المسلمون كلهم أجمعون، فليس للنبي قرباء ولا بعداء، وبرهن على أنه ليس في الإسلام طبقات وان بعضهم أبوا إلا أن يكون المسلمون طبقات كمثل الهنادك في الهند (فجماعة تنوقت في طغيانها وإلحادها فألهت من ألهت، وما هذا (والله) بطغيان ولا ضلال، لكنه فنون من الجنون. . . وجماعة أنزلت رجالاً من هاشم غير منزلتهم، وأعطتهم ما ليس في الدين لهم، ومشايعتك المرء على الباطل إنما هو خذلان، والتقريظ والتمجيد بغير الصدق وغير الحق زور وبهتان. وقد جاء الإسلام ليحرر فأبى معتاد الاستعباد في الدين والدنيا من قبل إلا استعباده، وإلا أن يشرك بعبادة ربه عباده)، وأفاض في مراد الشريعة من المودة في القربى وتفسير آية التطهير، وفي الصلاة على النبي، وفي نشأة نقابة الأشراف، وفي الحديث والمحدثين وجناية هؤلاء كفعل بعض المفسرين على الدين يوم قالوا: إن من الآيات ما له ظاهر ومنها ماله باطن إلى غير ذلك مما نقض فيه صراحاً ما يذهب إليه بعض فرق الإسلام. وأثبت أن نهج البلاغة المنسوب لعلي ابن أبي طالب يحمل كثيراً من الصفحات التي لا يعرفها صاحبه، وأن في تلقين الأحداث كل ما في هذا الكتاب على أنه صح عمن نسب إليه رضي الله عنه لا يخلوا من ضرر على الأحداث، إلى غير ذلك من المطالب التي حل بها ما رآه أولى بالتقديم والمعالجة لرفع الخلاف من صفوف من كانت