للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

في الفرقة القومية

المخرج فلاندر وسكرتير الفرقة

الخواجة فلاندر مخرج استقدمته الفرقة من بلده باريس ليعمل فيها بعد إذ عاف الأستاذ زكي طليمات العمل، وبعد إقصاء الأستاذ عزيز عيد والاكتفاء بالمخرج عمر الجميعي ريثما يعود فتوح نشاطي الموفد إلى فرنسا للتخصص في فن الإخراج

والخواجة فلاندر له ذوق وله فن، وهو رغم جهله لغتنا العربية وعادات أمتنا وتقاليدها، قد استطاع أن يساهم في إخراج بعض روايات موضوعة فكساها رونقاً وأضفى عليها بهاء فنياً، كما أخرج رواية مترجمة يعرفها في الأصل إخراجاً تقليدياً لا اعتراض عليه في الشكل المسرحي، والحركة التمثيلية. ولا أقول شيئاً في الإضاءة لأن معداتها ناقصة نقصاً لا سبيل إلى تداركه

ولعل أحسن الروايات التي أخرجها، وأدناها إلى الدلالة على استعداده الفني هي رواية (المتحذلقات) المكونة من فصل واحد

أزعم أن لمحة واحدة من الناقد يلمح لمعانها في رجل الفن تكفي للدلالة على أن وراءها ما بعدها. فلمعان فن الخواجة فلاندر بدا في قدرته على إلجام ممثلات وممثلي رواية المتحذلقات وتقييدهم كما يفعل مروض البغال الشموسة ومدرب الببغاوات، وفي صدهم عن الإسراف في العطاء أكثر من اللازم الواجب. مثال ذلك: الممثل الضحاك فؤاد شفيق كان أكبر همه استلفات النظر إلى حركاته وإشاراته، غير آبه لإرشادات المخرجين بدعوى أنه يفهم فنه أكثر منهم، ويدرك رغبات النظارة وميولهم، وغير حافل بما تحدث حركاته وإشاراته من خلل في سياق الرواية ومن صرف الأذهان عن الغرض الصارم الذي مهد له المؤلف بنكتة أو إشارة، إذ كانت غايته كما قلت إضحاك الناس فقط

وهكذا الممثلة أمينة نور الدين اقتبست بعض حركات من بعض ممثلي السينما أمثال هاردي ولوريل وإضرابهما ممن يقوم تمثيلهم على الحركة المفتعلة. ولم نكتف بالأخذ عنهم كالقردة بل أخذت تغرق في التقليد والافتعال إغراقاً ممجوجاً وهذا ما دعاني إلى تشبيهها (بالساروخ) إذا اشتعل وارتفع في الفضاء تبدو نجومه لامعة وضاءة بعض لحظة، ولكن

<<  <  ج:
ص:  >  >>