[إذا. . .]
قصيدة من الشعر الإنجليزي
إذا احتفظت بصوابك بينا يفقد كل من حولك صوابهم فيتهمونك بما لم تجرم يداك؛
إذا وثقت بنفسك بينا يتردد الرجال في أمرك وحسبت مع ذلك لترددهم حسابه؛
إذا صبرت وانتظرت ولم يضجرك الصبر والانتظار، أو تقولوا عليك ولم تغرك أقاويلهم بأقاويل مثلها تبتدعها؛
إذا كرهوك وملكت نفسك فأمسكت عن كراهتهم، ومع هذا لم تدغل في الظهور بالطيبة أو الثرثرة بالحكمة؛
إذا استطعت أن تحلم ولم تجعل أحلامك سلطانك، وأن تفكر ولم تجعل التفكير كل غايتك، بل قمت تسعى لتحقيق ما انتهيت إليه من رأيك؛
إذا جاءك النصر أو نزلت بك المصيبة، فسويت لهذين الضيفين الختالين المخادعين من نفسك، وعدلت بينهما في النصب من لقائك ومعالجتك؛
إذا استطعت أن تسمع الحق الذي قلت يحرف كلمة أدنياء، ويلوي معانيه سفلة خبثاء، يحفرون به الحفر للوقيعة بله أغبياء، أو أطلقت أن تقف تنظر إلى أشيائك التي أنفقت ساعات حياتك في صنعها تكسر وتحطم، ثم قمت تبنيها بأداة مبروة بالية؛
إذا استطعت أن تكون كل مكاسبك كومة واحدة وتقاس بها فتفقدها كلها مرة واحدة، ثم عدت تبدأ من حيث بدأت أولاً، ولم تخرج أنفاسك بكلمة تنبس بها عن خسائرك؛
إذا قدرت وقد أدبر عنك كل شيء أن تهيب بقلبك وأعصابك وأوتار عضلاتك لترجع لك المدبر وقد فات وتولى بعيدا فتثابر جميعا حين لا شيء فيك يهتف لها بالمثابرة إلا إرادتك؛
إذا استطعت أن تخاطب عامة الناس ودهماءهم وتحفظ على نفسك فضيلتها، أو تسير مع الملوك جنباً إلى جنب ولا تضيع مع ذلك مسحةً تميز عامة الناس ودهمائهم؛
إذا عجز الأعداء الألداء والأحباب والأقربون عن أن ينالوك بأذى؛
إذا اعتمد عليك كل الناس ولم يغلوا في ذلك؛
إذا قضيت الدقيقة القاسية التي لا ترحم من دقائقك بحرية تجريها تدوم ستين ثانية؛
إذا كان ذلك فلك الأرض وما عليها، وأفضل من هذا انك تكون رجلاً يا بني