(علام إذن كانت كل هذه الضجة التي أحدثتها تلك اللعينة قُبيل زواجها؟ لقد تركت عشاقها الكثيرين صرعى حول قصر أبيها، وظلت تتيه وتدل وتتأبى وترفض، وفيهم شجعان هيلاس وحماتها وأباتها، وملوكها الصيد، وفرسانها المذاويد!
فيم إذن كانت كل هذه الضجة؟
هل منحتني جسمها فقط، يوم اختارتني بعلاً لها؟ وهل ذخرت قلبها للعشق الأثيم، والهوى الفاجر، حتى ترزقها شياطين الفتنة هذا الشاب الغرانقاللاهي المستهتر، فراحت تقدمه فوق مذبح جمالها قرباناً للذاتها النجسة، وتقدمه لشبابه الذميم؟ واحربا! هل اختارتني بعلاً لها، لا لشيءٍ إلا أنني ملك وسليل آلهة؟!
يا للفاجرة!
أفي ذلك البيت الرفيع الذرى، ظلت تتقلب التاعسة في ذراعي هذا الخائن، شبقةً متلذذة؟ هل ظل هو يضمها إلى صدره الثائر في شدة وعنف؟! هل كانت تستزيده؟
أيتها الجدران الحزينة! كم قبلةٍ دنسة أصمت آذانك، وكم صرخةٍ فاجرة دوت كالرعد في حناياك؟ حدثيني أيها الهواء المسمم عما كنت تشهد في صميمهما، حين كانا ينفثانك من صدريهما سماً قتالاً! خبري أيتها الستائر، أيتها المصابيح، يا شموع قصري، أيتها الأرض الملوثة، أيها العرش المهين، أيها التاج الذليل. . . أيتها الكؤوس المتناثرة، والأكواب المقلوبة. . . تحدثي إلي!!
حدثيني يا كل شيءٍ هنا عن مهازل الفسق ومذابح الشرف!