هل من عقاب أشد وقعاً على النفس من تركك شخصاً وشأنه في المجتمع لا يأبه له أحد ولا يلفت إليه ملتفت خصوصاً إذا كان له خطرة الأدبي والاجتماعي؟
هكذا ترك الأدباء الفرقة القومية وانصرفوا عنها لا يلتفتون إليها فلولا كتابة مأجورة تنشرها الفرقة في بعض الصحف الأسبوعية، ولولا إعلانات عن أربع أو خمس روايات تمثل في الفصل، لكانت هذه الفرقة التي استنفذت من مال الأمة ستين ألفاً من الجنيهات أشبه بحلم يتبخر في اليقظة، أو بعابر سبيل لا يلتفت إليه أحد
ولما كانت غايتنا المحافظة على هذه المؤسسة الثقافية، واستنهاض بقايا الهمة الباقية في القائمين عليها، عمدنا أولاً للتنبيه إلى الغرض الخبيث الذي ترمي إليه إدارة الفرقة من إغضاب النقاد واستغلال انصراف الصحافة وصدوف الأدباء عنها ليقبع رجالها الأفاضل كالتماسيح المبشومة يهضمون الغنيمة على مهل، وثانياً إلى استفتاء أدبائنا أصحاب الدراية في فن الرواية والمسرح فيما يحب عمله لإنقاذ هذه المؤسسة العزيزة على الأدباء
بدأنا بسؤال كبار الأدباء كالعقاد والمازني وغيرهما، ولهؤلاء الأساتذة الإجلاء رأي مجمل نرجئه إلى ما بعد، ثم سألنا الأستاذ زكي طليمات عن وسائل إصلاح المسرح، وللأستاذ طليمات دراية نظرية وعملية لا ينكرها عليه سوى المتعنت صاحب الغرض، فأجاب:
يتكون المسرح من ثلاثة عناصر: رواية، وممثل، وجمهور فإذا نشدنا الإصلاح للمسرح وجب أن نقوم بإصلاح هذه العناصر الثلاثة، بعد أن نتبين ما هي عليه الآن، وما كانت عليه بالأمس وما يجب أن تكون عليه في المستقبل
الرواية: أقامت وزارة المعارف المصرية لتأليف المسرحية المصرية بقصد ترقيتها ورفع شأن التمثيل، فكان أن حظي المسرح ببعض روايات جيدة، إلا أنها لم تسم بكثير عما كان شائعاً إخراجه على المسارح ولم تسفر عن المخرج الحق المرجو الذي بيده وضع طابع أصيل للمسرحية، والذي يرجى منه خلق مدرسة جديدة في التأليف، وعليه فإني أعتقد أن إقامة المباريات وسيلة تكميلية أهم منها حث الفرق العاملة على إخراج أكثر عدد من