للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النقد]

كتاب النثر الفني في القرن الرابع

تأليف الدكتور زكي مبارك

للأستاذ أحمد أمين

إن كان أخي (المازني) قد استطاع بلباقته أن يكتب عن هذا الكتاب مقدمة بلا موضوع، فلا حاول في مقالي هذا - لموازنة - أن اكتب عنه موضوعا بلا مقدمة، وان هو وقف الكلام عند محاولته أن يأخذ الكتاب من المجلد، فلأصل ما قطع واكتب من حين تسلمت الكتب من المجلد.

أول ما يطالعك من الكتاب شكله وحجمه، فيعجبك شكله، ويبهرك حجمه، وما ظنك بكتاب طبع في دار الكتب على ورق جميل في جزأين يقعان في نحو ثمانمائة صفحة من القطع الكبير؟

ثم المقدمة، وفي الحق أنها لم تعجبني كثيرا، فقد تحدث المؤلف فيها عن نفسه طويلا (فالكتاب أول كتاب من نوعه) (والكتاب أول منارة أقيمت لهداية السارين في غيابات لك العهد السحيق) (والمؤلف أول من كشف النقاب عن نشأة النثر الفني في اللغة العربية وقهر المستشرقين ومن لف لفهم) وهكذا يمضي المؤلف في تعداد أولياته وهي طريقة لا استحسنها ولا أستسيغها، وأظن أن كثيرا من القراء لا يستحسنونها كذلك ولا يستسيغونها، فخير للمؤلف أن يتوارى وراء ما كتب، ويدع الناس يحكمون له أو عليه لا أن يتقدم هو بالحكم لنفسه، ويقطع الطريق على القراء والنقاد، ويعجبني في ذلك ما نقله المؤلف عن نفسه في ثنايا الكتاب عن أبي هلال قال (ومن صفات الشعر التي يختص بها دون غيره أن الإنسان إذا أراد مديح نفسه فانشأ رسالة في ذلك أو عمل خطبة فيه جاء في غاية القباحة، وان عمل في ذلك أبياتا من الشعر احتمل) نعم إن المؤلف لم يرتض هذا الرأي، وأباح إذا جرى مجرى الدفاع والمفاخرة، ولكن الكتاب ليس موضوع دفاع ولا مفاخرة، وإنما هو موضوع تقرير لحقائق يراها ويعرضها على القراء، ثم قد يخالفونه فيها وقد يوافقون، وقد يقدرونها تقديرا عاليا وقد لا يقدرونها. وعلى كل حال فلهم القول الفصل لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>