كتب الصديق المحترم الدكتور محمد يوسف موسى، في (الأهرام) يقترح: (توحيد المدرسة) وقام الأزهريون وقعدوا، وانشعبوا فريقين، بين ناقد، ومؤيد، بتحفظ وبغير تحفظ. . . وما أشد شهوة الكلام عند المثقفين بعامة، وعند الأزهريين بخاصة! وكتب خبيث في عدد ٨٩٣ من الرسالة بتوقيع (أزهري عجوز) وكان رأيه: (سمك لبن تمر هندي)؛ ويعلم الله ما أراد بمقاله وتوقيعه، على أنه أصاب بعض هدفه، عامله الله بما يستحق!
وأرجو أن تسمح لي الرسالة، فأدخل - لأول مرة - خصماً ثالثاً في قضية الإصلاح الأزهري، في إيجاز (برقي) خاطف:
فكرة (توحيد المدرسة) بتعليلاتها الحديثة، فكرة قديمة؛ خامرت أول من خامرت، المغفور له الإمام المراغي، في مشيخته الأولى، وهم بتطبيقها فعلاً، ثم بدا له. . . ونستغفر الله من أنا كنا من دعاتها ومحبذيها! ذلك بأن المدرسة المدنية في شتى أنواعها، ما تزال في طريق الإصلاح والتهذيب، وما تزال أكثر نظمها في حاجة إلى إعادة النظر؛ وما تزال تستهدف لضروب من النقد لا تقل في قوتها عن نقد الإصلاح الأزهري في أسوأ ضروبه
على أننا لو سلمنا بصلاح الفكرة، لن نسلم أبداً أبداً أبداً، بأن الظرف الحاضر، ظرف مناسب للدعوة إليها، ولا للاستجابة لها! أليس كذلك يا دكتور موسى؟!
وفي النفس حاجات، وفيك قطانة ... سكوتي جواب عندها وسؤال.
وقرأت في عدد الرسالة ٨٩٤ مقالين لتلميذين من تلاميذي: أولهما: اللغة العربية والإسلام في الداغستان، لولدي النابه النبيل الأستاذ برهان الدين الداغستاني خريج كلية اللغة العربية؛ وثانيهما: الأزهر والاتجاه الحديث في التربية، للطالب في معهد التربية من كلية اللغة العربية ومن أبنائي المعمرين. . .!
وبمقدار فخري بالأول، كان خجلي للثاني. . . وهو الذي ذكرني بالبيت الذي جعلته عنواناً لهذه الكلمة؛ ونصيحتي إلى ولدي الأستاذ محمد عبد الحليم أبو زيد، أن ينجح أولاً ثم يكتب بعد أن ينجح إن شاء الله في الدور الثاني. في إصلاح الأزهر، وأطمئنه على أن الأزهر