للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[فرقة التمثيل ومديرها الفني]

للأستاذ زكي طليمات

المدير الفني للفرقة المصرية

يشاء السيد الزحلاوي أن يجعلني المسؤول الأول والأخير عن تصرفات الفرقة، وهو يعلم علم اليقين من المصادر التي يستقي منها معلوماته، أن للفرقة لجنة عليا تشرف على توجيهها إشرافاً دقيقاً، وأخرى تنتخب مسرحياتها - ولست عضواً فيها - ثم إن للفرقة لجنة ثالثة تتولى توزيع الأدوار على الممثلين، وأن للفرقة مديراً عاماً له السلطة الواسعة، وأنه ما من اقتراح أتقدم به يأخذ دور التنفيذ إلا بعد موافقة هذه اللجان.

ففيم إذن تجاهله كل هذا، إلا لغرض مبيت في سريرته. فهو والحالة هذه أحد رجلين: إما إنه (مخلب قط) لموتورين من الفرقة - وما أكثرهم وأحبهم إلى نفسي - فهم لا يزودونه إلا بالمغرض الكاذب من المعلومات، وإما إنه يعلم كل هذا، ثم يتجاهل ليغالط نفسه والقراء، وما أحب له أن يكون هذا أو ذاك

بيد أنني له في كل مزاعمه، وسأناقش على الاعتبار الذي اجتلبه وافتعله ولم يبال بحقائق الأشياء، أي على اعتبار أنني المسؤول الأول والأخير

١ - يأخذ علينا أن الفرقة قدمت (شهرزاد) و (يوم القيامة) و (كلنا كده) و (سلك مقطوع)، فكان في زعمه أن هبطت إلى مستوى الفرق الأهلية التي لا تراعي إلا الربح المادي)، وكأن الفرقة لم تقدم غير هذه المسرحيات! أسائله: أين إذن مسرحيات (يوليوس قيصر) لشكسبير و (متلوف) و (مدرسة الأزواج) لموليير و (غادة الكاميليا) لديماس الإبن، و (الوطن) لساردو، و (مروحة الليدي وندرمير)، و (زوج كامل) لأوسكار وايلد، و (مرتفعات ويذرنج) لأمبلي برونتي. ثم أين (قيس ولبنى) للشاعر النابه عزيز بك أباظة، و (قطر الندى) للمؤلف المصري الكبير عباس علام. وكل هذه المترجمات من النفائس الأدبية في عالم التمثيل، والروايتان الأخيرتان من أحسن ما أخرجته الأقلام المصرية، وقد توليت بنفسي إخراج ست منها؟

أتساءل لماذا لم يسجل السيد الزحلاوي غير الجانب الذي قد يؤاخذ عليه في منهج الفرقة، ولم يذكر الجانب الآخر الذي يشرفها ويقيم الحجة على أنها في جادة الطريق إلى تأدية

<<  <  ج:
ص:  >  >>