(مم وزين) عنوان قصة فاجعة غنائية كردية خالدة يتغنى بها مغنون اختصاصيون من كرد وغيرهم في العراق وفي باقي الأقطار التي يستوطنها العنصر الكردي كسورية وتركية وإيران. ولا أزال اذكر كيف كنا ونحن أطفال نلتف مع والدينا وأقربائنا وأصدقائنا الذين كانوا يزوروننا بدعوة خاصة حول موقد النار أو (الكرسي) في ليالي شتاء ماردين القارس محيطين بمغني (مم وزين) مصغين في صمت عميق إلى غنائه الابتدائي البسيط بصوته الجافي الذي لا رخامه فيه ولا فن. وكان المغني في فترات الاستراحة من الغناء يقص علينا القصة باللغة العربية. وكان الغناء والقصة يستغرقان ساعات الهزيع الأول من الليل ويزيد. وكنا بعد الغناء ننام ونحن نحلم بشقاء الحبيبين وحياتهما الغرامية المرة التي انتهت بموت كليهما
وعندي أن قصة (مم وزين) لا تقل شأنا عن فواجع الإغريق القدماء فيما لها من اللذة والمتعة باعتبارها قصة خيالية شائقة تسترعي سمع الكبار وتخلب لب الصغار فيسهرون مصغين إليها بلا ملل
وهذه الفاجعة من جملة فواجع كردية أخرى مثل (درويش عبدي) و (جامي مازي) و (فليت قطو) التي لما ينشر منها شيء حتى الآن سوى فاجعة (مم وزين) المنشورة باللغة الكردية وحدها؛ فهذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها خلاصة (مم وزين) بغير اللغة الكردية، وبذلك تكون مجلة (الرسالة) الغراء السابقة إلى نشرها على ما أعلم
وقد طالعت في كتاب (ألف ليلة وليلة) قصة مختصرة فيها بعض الشبه بقصة (مم وزين). أعتقد أن جامع قصص (ألف ليلة وليلة) اقتبسها من (مم وزين) التي كانت شائعة في ذلك العهد في المناطق الكردية شيوعها في هذه الأيام
وأؤمن أن يتاح يوماً لهذه القصة الفاجعة شاعر عظيم عربي، أو أعجمي، ينظمها في